لماذا مقاطعة الانتخابات ؟
قال تعالى: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين "آل عمران 3:159
كما هو معروف أن الدولة لها أربعة أركان واحد أركانها السلطة السياسية وتشمل السلطات الثلاث ومن ضمنها السلطة التشريعية(مجلس النواب)أو كما يسمى الديمقراطية النيابية التي هي نظام سياسي يصوت فيه أفراد الشعب على اختيار أعضاء البرلمان المنتخب من قبل الشعب
إذا كان البعض يصر على المقاطعة للانتخابات النيابية كيف إذا ستحقق مشاركة الشعب في صنع القرار خاصة في الدولة الديمقراطية أي ببساطة إجراء الحكومة للانتخابات كما أنها استحقاق دستوري فقد جاءت لتكون نقطة التواصل بين الحكومة والمواطن عن طريق النواب المنتخبين ومن هنا تأتي أهمية المشاركة في الانتخابات حيث أن المشهد السياسي الأردني يدعوا الى التوافق بين جميع شرائح المجتمع الأردني الواحد.
مقاطعة الانتخابات وخاصة النيابية ستعمل على ترك أثار سلبية على المجتمع الأردني لأن مجلس النواب هو صاحب القرار في الموافقة وخاصة على القوانين والمقاطعة أولاً وأخيراً ستعمل على تكوين الانقسامات بين شرائح المجتمع وخاصة أن المرحلة القادمة بحاجة الى مواجهة التحديات على المستوى الداخلي والخارجي والانطلاق بخطى ثابتة نحو بناء اقتصادي واجتماعي وسياسي وإداري قوي يقدم نتائج ايجابية تمس مباشرة احتياجات المواطن والوطن.
الانتخابات النيابية هي مشروع وطني واستحقاق دستوري تقدمه مؤسسات وطنية عديدة تعمل من اجل إنجاحه والمواطنة الصالحة تحتم على كل مواطن أردني لديه حب لوطنه وانتماء حقيقي له أن يشارك في هذه العملية الديمقراطية التي من شأنها مد جسور التعاون وانفتاح الحكومة على الجميع لتمكن المواطن الأردني من المشاركة في صنع القرار ولأن عدم المشاركة في العملية الانتخابية ستعمل على إيصال نواب لا يمثلون إلا أنفسهم لا يوجد جديد ليقدموه و ليس لديهم برامج محددة تحكم عملهم وهذا بدوره سيؤدي الى إضعاف دور مجلس النواب الرقابي والتشريعي.
من سيقاطع الانتخابات سيساهم بشكل مباشر في تضيع الفرصة على المواطن الأردني الذي مل من البقاء مكانك سر بحيث لم يعد يؤمن بمجلس النواب الذي أصلا جاء ليكون ممثلا له لا ممثلا عليه بحيث بات الجميع يعرف ما له وما عليه ولهذا لا بد من المشاركة في العملية الانتخابية حتى لا يكون لأحد حجة بأن المجلس الذي سيأتي لم يكن بمستوى طموح المواطن الذي يجب أن يكون مشاركا فاعلا في اتخاذ القرار لأنه الأقدر على معرفة احتياجاته وهنا يأتي دور الحكومة التي عليها أن تعمل على تنمية قدرات المواطن الانتخابية وتعريفه أكثر بأهمية المشاركة في العمل السياسي عن طريق تنمية قدرات المواطن التي تمكنه من المشاركة بالعملية الانتخابية وأن لا يبقى متفرجا.
نعم قانون الصوت الواحد ليس بمستوى طموح المواطن ولكن هل يعني ذلك الوقوف ووضع كف على كف والتحسر الذي لا يوصلنا الى شيء فبناء الوطن لا يختزل في شخص أوجهة واحدة أو اتجاه معين فجميع شرائح المجتمع هي معنية بهذه العملية التشاركية من اجل ابراز ممثلين حقيقيين للشعب يكونون عينه التي يرى بها وحتى لا يتم الوقوع في الخطأ مرة أخرى ونعود ونفرز من سيوقع المواطن بين المطرقة والسنديان فالمقاسات كثيرة ومتنوعة ومن الصعب إرضاء الجميع والمواطن هو الأهم.