وكأنك يا أبو زيد ما غزيت

تم نشره الأحد 15 تمّوز / يوليو 2012 12:33 صباحاً
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
جهاد المحيسن

الرهان على أننا سنخطو إلى الأمام، يبدو أنه في المدى المنظور حديث غير واقعي ولا يلامس أرض الواقع، فالمعطيات تشير إلى أننا موغلون في إنتاج أدوات المرحلة السابقة ومفاهيمها في التعاطي مع الحالة السياسية والاقتصادية، فقد حذر الكثيرون من تبعات إقرار الصوت الواحد الذي غلف هذه المرة بورق جديد، بدون أن يجري تغيير على المضمون الذي لم يعجب الكثيرين!

;النداءات التي أطلقت لم تسمع آذانا صاغية، والتحذيرات من تبعات هذا القانون ضرب بها عرض الحائط، والوهم السائد الذي تم ترويجه لسنوات عن أن قانون الصوت الواحد سوف يحد من وجود الحركة الإسلامية في البرلمان أيضا سقط كما تسقط أوراق التوت. ولنفرض أن الذي وضع فوبيا الإسلاميين وتوقعاته صحيحة، أليست أغلب الدراسات تشير إلى أن وجود الحركة الإسلامية في مجلس النواب لن يتجاوز  25 %، ولنفرض أنه يتجاوزه إلى الضعف؛ فأين تكمن المشكلة؟

ليست هنالك أية مشكلة، فالحالة عالميا تغيرت بما يخص الإسلاميين، ولم يعد تيار الإخوان المسلمين يشكل خطرا على الغرب على الأقل في الوقت الحاضر، بل على العكس ثمة تفاهمات شهدنا تعبيراتها في مصر وتونس وسورية، مع الولايات المتحدة والغرب عموما. المشهد الذي كان بعد 11 ايلول 2001 قد تغير تماما، لكن يبدو أننا في الأردن نعيش في حقبة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن، التي أعلن فيها حربه بلا هوادة على الإسلاميين، لكن تغير هذا الموضوع بتغيير الاستراتيجيات الاميركية، واستطاعت واشنطن ان تغير تحالفاتها مع العواصم التي سقطت الأنظمة الموالية لها فيها، وأصبحت معنية ببناء تحالفاتها مع القوى الجديدة فيها.
لكن يبدو أننا في الحالة الاردنية نرزح تحت عقاب جماعي، نتيجة لنظرية الفوبيا من الحركة الإسلامية، وبحكم أن القراءات غير العقلانية للواقع والدراسات التي تعتمد على الأرقام الصماء التي يعدها هذا الشخص أو تلك الجهة، حكمت علينا سلفا ان نئن تحت وطأة هذا العقاب الذي سلبنا حقنا في التعبير سياسيا عن من يمثلنا، وكانت النتيجة أن الغزل من قبل الحكومة مع الاسلاميين تارة، والهجوم عليهم تارة أخرى أدى بالقوى المجتمعية الأخرى أن تدفع ضريبة هذه العلاقات التي يشوبها الكثير من التجاذبات، وبالتالي أصرت الحكومة والمجلس على إخراج القانون بصورته الحالية بعد التعديل الشكلي وليس الجوهري عليه.

وهكذا خسرنا فرصة التغيير مرة أخرى وعن سبق إصرار وترصد،  وعادت حليمة لعادتها القديمة، من شد وجذب بين الدولة ومجتمعها، ومبكرا بدأنا نسمع من الناس عن جدوى وجود مجلس نواب بنفس صورة المجلس السابق، وهل هنالك ضرورة لوجود مجلس طالما أن السلطتين مندمجتان في مسار واحد، فكل ما يخرج من الحكومة يتلقفه المجلس ويوافق عليه!

المشهد الحالي يقول إن ما يحدث يؤكد صحة المثل الذي نتداوله أكثر مما تتداول البورصة عمليتها "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت". ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات