محاضرة المحافظ في المجلس الاقتصادي والاجتماعي

ليس من المتوقع أن ياتي محافظ البنك المركزي أو أي مسؤول آخر بالمفاجآت عندما يلقي محاضرة أو يلتقي مع الصحافة ، فالأرجح أنه سيقول الكثير مما يعرفه الحاضرون ، وسيبدي من الآراء ما يتوقعه الجمهور.
مع ذلك فإن البحث بين السطور لابد أن يرشد المحلل إلى بعض المقاصد التي يرمي إليها المحاضر ، وبالتالي الهدف من الخروج إلى العلن بتصريح أو محاضرة أو لقاء مع وسائل الإعلام.
الدكتور زياد فريز محافظ البنك المركزي قصد أن يؤكد جرعة التفاؤل التي أطلقها رئيس الحكومة مؤخراً ، وأن يبث روح الأمل في الرأي العام اعتماداً على معلومات وأرقام ونسب مئوية مقنعة.
فيما يتعلق بالجهاز المصرفي كان المحافظ متضايقاً من ظاهرتين: الاولى اتساع الهامش بين الفائدة على الودائع والتسهيلات المصرفية. والثاني تركز 97% مما يسمى بالسيولة الفائضة لدى البنك المركزي في بنكين فقط (هما العربي والإسكان) ، وأن معظم السيولة المصرفية تذهب لتمويل عجز الحكومة.
فيما يتعلق بفرق سعر الفائدة فإنه في مرحلة تقلص ، فقد ارتفعت أسعار الفوائد على الودائع نتيجة لتنافس البنوك (عدا العربي والإسكان) ، ولم ترتفع الفوائد على التسهيلات طالما أنها ما زالت تحت مستوى 10% ، يبررها ارتفاع مخاطر الديون نيتجة للظروف الصعبة ، خاصة وأن نسبة القروض غير العاملة (المتعثرة) ارتفعت فوق 8%.
أما تركيز السيولة الزائدة في بنكين فهو حقيقة ليست جديدة ، ومما يلفت النظر أن البنك المركزي كافأ البنوك التي تحتفظ بالسيولة الزائدة برفع سعر الفائدة على هذه الفوائض إلى 25ر3% ، مما لا يشجع على استخدام جانب أكبر منها في تسهيلات جديدة للقطاع الخاص ، علماً بأن البنوك تتحدى أي مقترض مؤهل لا يجد تمويلاً مصرفياً.
في نهاية اللقاء انضم الدكتور جواد العناني ، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إلى محافظ البنك المركزي في تأكيد ثقته بأن الاقتصاد الأردني بسياساته الاقتصادية ومؤسساته قادر على تجاوز هذه المرحلة واستعادة الاستقرار الاقتصادي.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي مؤسسة عامة تكلف 700 ألف دينار سنوياً ، وقد ولدت بدون دور تقوم به ، فتحولت الآن إلى قاعة محاضرات اسبوعية تنافس مؤسسة شومان ، بدلاً من أن تزود الحكومة بحلول وبرامج للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الراهنة. ( الرأي )