حشرجت الصدور .... يا معالي عبد الإله الخطيب
لقد أعلنت جبهة العمل الإسلامي مقاطعتها للانتخابات النيابية القادمة وقد جاء هذا الإعلان بعد أن سبقها إليه عدد من التجمعات والشخصيات الحزبية و الاجتماعية ، نحن كالحكومة تماما نأمل مشاركة الجميع لتنعكس حقيقة ثقة الشعب بالإصلاحات التي يرجوها الجميع أما وان اتخذ قرار المقاطعة فهذا حق لهم .
إنني اخط رسالتي الى معالي عبد الالة الخطيب رئيس الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات ، فكلنا يعلم بان نسبة التصويت ستكون اقل مما تطمح اليه الحكومة والهيئة لكن هذا لا يعطيكم الحق بقبول الاقتراح الظالم الذي يسمى رفع نسبة التصويت بوسائل غير نزيه فنحن على علم بان التزوير الذي تم في السابق كان سببه هو مكائد الشياطين التي كانت تقنع الحكومة بأكذوبة أن ترفع نسبة التصويت ، وتنتهز الفرص بعد الموافقة ويتم خنق الناس باوتارهم ليأخذوا الجميع الى ظلمات البحار والحسرة والإقصاء ، فهم لم يحاولوا في يوم ان يستبغوا لنا النزاهة والعدالة التي لن تمنع عنهم لو أرادوها بل بسطوا سطوتهم على كلمة الناس ورأيهم واختيارهم ، وكانت دائما مشورتهم المعلنة رفع نسبة الاقتراع وفي الخفاء كانوا يعملون وفي الظلام يتدبرون لتحقيق أهداف خاصة ومنافع يدعون أنها للوطن وللمستقبل .
تكفينا نسبة تصويت 30% فما فوق ولا نريد رفع نسبة التصويت لنعتدي على اختيار الناس ، المجال مفتوح أمام الجميع للترشح وللانتخاب فقد اقتنع هذا الشعب بان مفتاح الجنة ليس بيد احد بل هو في يد الله وان الله العلي القدير لم يستنسخ منه نسخ ويسلمه لكائن حي على الأرض ، إن رفع نسبة التصويت من خلال إقناع الناس بالمشاركة الطوعية فقط سواء بالترشيح او بالانتخاب .
إننا نصبح ونمسي خائفين ومرعوبين من المجهول الذي ينتظرنا ونخشى من التضاؤل بعد النخوة لكل من كلف واستأمن لتحسين أحوال العباد والبلاد ، فقد كانت هناك و في كل مرة وسيلة وطريقة لبسط سطوة التزوير على النزاهة و اكرر إن رفع نسبة الاقتراع الى نسبة معينة سيستغلها بعض المشرفون على الانتخابات لتفيد أوامر و/ أو لتحقيق مآرب خاصة وهي اما بيع نسبة من تلك الأصوات التي تخلق لرفع نسبة التصويت او إهدائها لقريب او متنفذ وأحيانا ستقايض بين مشرف في محافظة وآخر من محافظة أخرى ، ان الشعب الأردني سيقبل بنسبة تصويت متدنية فليس من العيب ان تكون نسبة التصويت متدنية ولا يعيب الهيئة هذا الخيار للشعب كما لا يعيبها قانون الانتخاب كقانون مها أطلقت علية المعارضة من هجمات لكن ما يعيب الهيئة هو تزوير الانتخابات والتدخل فيها سواء كان بشكل مباشر ام غير مباشر ، ان نسبة 80% من الشعب الأردني ليس منظم لأي حزب وليس له أي علاقات او انتماءات سياسية داخلية او خارجية لهذا فان على الهيئة المستقلة ان لا تسمح لأي كان بالتدخل في عملها كما ان عليها ان لا تثق بالحكومة في كل معلومة تأخذها منها وعليها ان تدقق جيدا في كل ما يأتيها وفي كل ما يخرج عنها ويجب على الهيئة ان تخلق أشخاص لمساعدتها في الإشراف لا أن تستقبل من الحكومة أوامر وفرض أشخاص لمساعدتها في عملية الإشراف والمراقبة على الانتخابات ، إننا نصبوا الى هدف رئيسي يحقق أمنيتنا في انتخابات حقيقية نزيه أما نسبة التصويت فهي لا تعنينا أبدا وعلى الحكومة والهيئة فورا ان يبدءوا في إقناع الناس بنزاهة الانتخابات لان ضمان النزاهة هو فقط ما يرفع نسبة الاقتراع ، كان بإمكان الحكومة ان ترفع نسبة التصويت من خلال العودة الى قانون 89 والذي يرفضه بعض المتفهمين لمعنى الانتخابات لهذا فلا يجوز لها الآن الضغط على الهيئة باي حديث حول نسبة التصويت ، يجب على الهيئة ان لا تهتم لنسبة الاقتراع ولا تسمح بان تحددها الحكومة قبل الانتخابات ولا توضع خطط بديلة لرفع نسبة الاقتراع في حال ارتفاع نسبة مقاطعة الانتخابات ، فاستجر بالله يا رئيس الهيئة وبضميرك لان أي خلل او غدر لن يطمس الأحداث بل سيؤججها ، ان الإصلاحات بشكل عام وتحديدا الانتخابات الكل يأمل منها ان تطمس الأحداث التي مر بها الوطن والتي حشرجت صدور العباد ولن يقبل صاحب الكلمة ان يحرفها احد .