معلومة صغيرة وتداعيات كبيرة!

تم نشره الثلاثاء 17 تمّوز / يوليو 2012 01:41 صباحاً
معلومة صغيرة وتداعيات كبيرة!
طارق مصاروة

.. حزام الشمس الأميركي جاف هذا العام ومعنى ذلك أن العالم سيعيش أزمة قمح وذرة! وقد ارتفعت الأسعار بمعدل 46% للقمح، و32% للذرة. ونتمنى أن لا تكون حصيلة الجفاف في الولايات المتحدة، مصدراً لأزمة جديدة تطال العالم الفقير الذي لا ينتج غذاءه!!، فهناك مصادر غلال وأغذية في أكثر من بلد من كندا إلى الاتحاد الروسي وأوروبا ذاتها، التي لا يشكل الخبز غذاءها الرئيسي!

نحن في الأردن حين يرد مثل هذا الموضوع، نتذكر الأيام الذهبية الخوالي، حين كنا نصدّر القمح، ويتذكر جيلنا شاحنات عملاقة لشركة «ستيل وعوض» تنقل «قموحنا» من مادبا إلى فلسطين لاطعام جيش بريطانيا وحلفائها المرابط في البلد الجار!. بل ونذهب إلى التخصيص حين اطلعني الصديق صالح الكنيعان على رسالة من وكيل وزارة الاقتصاد حمد الفرحان، يطمئن فيها الشيخ فالح الكنيعان بأن هدايا القمح الأميركي لبلدنا «لن تؤثر على إنتاج القمح الأردني!

في الثمانينات اذكر اننا كنا مهووسين مريود التل وانا بزراعة القمح, في منطقة الديسة. فقد زرع وصفي والشريف ناصر في الحلابات قمحاً. مكسيكياً على سبيل التجربة وتمت ترويته بالماء الذي تدفق في مزرعة الرجلين الكبيرين. وكان الانتاج وقتها في حدود 350 كغم للدونم الواحد, وهي الكمية التي تعادل منتج بذار وزارة الزراعة التي كانت معنية فعلاً بتطوير الزراعة الاردنية وهو البذار المحسّن المسمى «دير علا 3» الذي وصل انتاجه في الاغوار هذه النسبة الذي وصل اليها وصفي والشريف ناصر!

واذكر لدى زيارتي الاولى للولايات المتحدة ان رغبتي الملحة كانت لمزارع القمح الهائلة في حزام الشمس الاميركي, وفوجئت لدى زيارة مزرعة «صغيرة» مساحتها 15 الف دونم, أن الفريق العامل لم يكن احداً غير زوجة الابن التي كانت تقوم بعملية الحساب والمحاسبة اما غير ذلك فجرارات عملاقة, وحاصدات عملاقة وجمعية مزارعي القمح, وكان صاحب المزرعة يقول: نحتاج الى من يسوق الجرارات لخمسة عشر يوماً, والى من يسوق الحاصدات لمدة مماثلة لدى الحصاد، وتقوم شاحنات بنقل المحصول إلى خزانات تملكها جمعيات مزارعي القمح، وتقوم بعملية تسويقها!

الآن، لم يعد أحد في الأردن يهتم بزراعة القمح بعد أن أصبح سعر الدونم في الأراضي الزراعية حول مادبا 50 ألف دينار، ومثلها وأكثر حول جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا.. وأقل كثيراً في أرض القمح حول الكرك!

صارت الأرض سلعة، وصار القمح رقماً مذهلاً في قوائم الاستيراد.. وصرنا أكثر فقراً! ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات