الوصول إلى وسط دمشق وحلب!

تم نشره الأربعاء 18 تمّوز / يوليو 2012 12:54 صباحاً
 الوصول إلى وسط دمشق وحلب!
طارق مصاروة

منذ زمن لم تغضب العاصمة الأموية غضبها الوطني. ويبدو أن انتفاضة الحرية والكرامة وصلت إلى وسطها هذه المرة. فنحن نعرف الغوطة المحيطة بالمدينة التاريخية، إنها ريف دمشق وغابات المشمش والجوز والتفاح السكري ثم نكتشف الآن أن دوما وداريّا والقدم وعشرات القرى صارت وسط العاصمة التي يتجاوز سكانها الآن الخمسة ملايين!!.

- هل تأخرت دمشق وحلب؟ ولماذا تأخرتا؟!.
- ونحن هنا نعرف أن العاصمتين أصبحتا تجمعاً اقتصادياً في ظل حكم العسكر. وكان تجار المدينتين مع الوحدة وعبدالناصر رغم «اشتراكية» الرجل، ذلك أن همَّ التجار الأساسي هو الخلاص من عسكر الجيش السوري وإنقلاباتهم الكثيرة.

- وفي عام 1970 وقف تجار دمشق مع الحركة التصحيحية وانقلاب الرئيس الأسد على رفاقه الأتاسي وزعيّن وماخوس وصلاح جديد، والسبب أن التجار في العاصمتين كانوا يعتبرونهم مجموعات مراهقة سياسياً ومعادية للاستقرار، وخطراً مباشراً على الطبقة الوسطى، قائدة التجارة والزراعة والصناعة النشطة في سوريا. وكانت تهمة كل ناجح في عالم المال والصناعة والتجارة بأنه «برجوازي» وفي عالم الزراعة بأنه اقطاعي!.

المدينتان العاصمتان لم تكونا مطمئنتين لحركات ترفع شعارات الديمقراطية والحرية والكرامة، لكنها حركات مجهولة، رغم المعرفة بالإخوان المسلمين.. وهم أيضاً ليسوا في صف تحالف التجار والبروجوازية الصغيرة!!.
لذلك بقي الرهان على «قوة النظام»، وإذا كانت قوة قمعية، فالقمع لم يصل إلى سوق الحميدية ولا إلى المصانع الصغيرة الكثيرة.. رغم أزمات الطاقة وسوريا تحت ضغوط حصار دولي خانق!!.

ويبدو، الآن، أن قوة النظام صار مشكوكاً فيها، وأن مجرد صمود الثوار سبعة عشر شهراً، وتوسع دائرة نشاطاتهم، وكسبهم للتأييد العربي والدولي، إنما هو مثار تحسب.. فإذا ثار الميدان، وهو قلب دمشق التقليدي، أصبحت الثورة أقرب إليهم من نظام منهار!!.

وصرنا نشهد اضرابات أسواق دمشق وحلب، وانتقل الصراع المسلح إلى الجامعة في عاصمة الشمال، وإلى وسط ومداخل دمشق. وإذا صحّت استراتيجية الجيش السوري الحر بنقل الثقل العسكري من ريف دمشق إلى وسطها، فإننا نتوقع انتقال رأس السلطة إلى اللاذقية.. ففيها قصور للرئاسة، وقيادات مهمة للجيش.. وفيها فرع البنك المركزي السوري الأول!!.

هدف ايقاظ الصراع الطائفي الذي يمكن أن يصل إلى الحرب الأهلية هو: إقامة دولة في جبال العلويين يمكن أن تكون شبيهة بالشمال الكردي في العراق!!. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات