لهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات

تم نشره الأربعاء 18 تمّوز / يوليو 2012 12:58 صباحاً
لهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات
د. فهد الفانك

هناك شبه إجماع ، رسمي وشعبي ، على أن آخر عمليتي انتخابات برلمانية شابتهما تجاوزات تصل إلى مستوى التزوير.

في الحالتين لم يقل أحد أن رئيس الحكومة التي أجرت الانتخابات كان ضالعاً في عملية التزوير ، فالتجاوزات قامت بها جهات أخرى نافذة ، شعبية ورسمية لا يستطيع أحد مجرد ذكر اسمها.

إذا كان رئيس الحكومة لا يستطيع منع التدخل لصالح مرشح أو ضده ، فكيف تستطيع الهيئة المستقلة أن تفعل ذلك ، وهل ستتقيد الجهات النافذة بأوامر وخطط الهيئة؟.

ما الفرق في مجال النزاهة بين رئيس الهيئة المستقلة ووزير الداخلية أو رئيس الحكومة ، خاصة وأنه كان ممكنأً أن يكون عبد الإله الخطيب وزيراً للداخلية أو رئيسـاً للوزراء ، ويتمتع بسلطة تنفيذية تفوق سلطته كرئيس للهيئة.

تشكيل الهيئة المستقلة ُقصد به طمأنة المرشحين وأحزاب المعارضة إلى عدم تدخل الحكومة في سير العملية الانتخابية ، لكن كلمة مستقلة ، الملحقة باسم الهيئة لا تغير الواقع ، فهي هيئة حكومية أخرى.

الرأي العام الأردني متضايق من كثرة المؤسسات الحكومية المستقلة ذات الموازنات المنفصلة ، والتي يتراوح عددها حول 65 مؤسسة تشكل عبئاً مالياً ثقيلاً على المالية العامة ، ولكننا أضفنا مؤسسة حكومية مستقلة أخرى هي الهيئة المستقلة ، وأول عمل قامت به هو إعداد أنظمة الموظفين وجداول الرواتب والعلاوات. ومن المفروض أن تستأجر بناية وأن تعين أمينا عاما وطاقما من الموظفين وأسطولا من السيارات ، وربما تفتح فروعاً في المحافظات.

الإشراف على الانتخابات العامـة يحتاج لمئات الموظفين ورجال الأمن ، والمأمول أن الهيئة المستقلة لن تبني أجهزة إدارية وأمنية خاصة بها.

كل ما تحتاجه الانتخابات العامة من قوى بشرية وأجهزة موجود في الحكومة ولا يجوز تكرارها لتستعمل مرة واحدة كل أربع سنوات. أما إعطاء صورة مشرقة للعملية الانتخابية فتكون بوضعها تحت إشراف القضاة بحيث يرأس كل صندوق قاض. ويشرف على فرز أصوات صندوقه بحضور وكلاء المرشحين مع السماح بمراقبين دوليين ليشهدوا بنزاهة الانتخابات.
   
عبد الإلة الخطيب وزير سابق ولا يختلف عن غيره من الوزراء. وإذا صح أنه محل ثقة الجميع من موالين ومعارضين ، فلماذا لا يكون وزيراً للداخلية ويشرف على عمل الانتخابات ، ويكون تحت تصرفه كل أجهزة الحكومة الإدارية والأمنية.

الانتخابات القادمة ستكون نزيهة بإشراف الهيئة وبدونه ، والهيئة المستقلة تستطيع ضمان نزاهة الانتخابات بقدر ما استطاع مركز حقوق الإنسان الحكومي أن يضمن احترام حقوق الإنسان!. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات