بطالة للممرضات الأردنيات وفرص للأجنبيات !

لم تعد البطالة مقتصرة على الممرضين وحدهم من الذكور بل وصلت الى الممرضات الاردنيات ايضا، وفق ما اعلنته نقابتهم اثناء حفل تأدية اليمين مؤخرا لنحو سبعمئة ممرض وممرضة انضموا الى اكثر من اربعة وعشرين الفا من زملائهم، بعد ان اكملوا دراستهم في مختلف الكليات وعلى اكثر من مستوى دراسي بعد الثانوية العامة او ما يتجاوز درجة البكالوريوس الى الماجستير وغيره من مؤهلات التعليم العالي، مما يتطلب التوسع في توفير فرص العمل امام العاملين في مهنة انسانية هي الاكثر علاقة بحياة وصحة الانسان وتعتبر المؤسسات الصحية العامة والخاصة بامس الحاجة اليها!
اعداد الممرضين والممرضات الباحثين عن عمل ترتفع بمعدلات قياسية بين سنة واخرى وهي تشكل في واقعها الحالي تحديا كبيرا لمجلس النقابة الذي يحاول جاهدا ان يجد طريقا لاستيعاب هؤلاء، خاصة مع وجود ما يزيد على خمس عشرة كلية تمريض اردنية توازي اعداد مثيلاتها في جمهورية مصر العربية التي يبلغ عدد سكانها اكثر من عشرة اضعاف سكان الاردن، وهي تضخ الى سوق العمل افواجا اضافية ليس من السهل ان تلتحق به اذا ما بقيت الاوضاع السائدة في مهنة التمريض على ما هي عليه.
واقع البطالة الذي يفرض نفسه منذ سنوات على الاف الممرضين من الذكور الذين يعانون الامرين في البحث عن العمل في الداخل والخارج على السواء، امتد الى الممرضات الاردنيات في الوقت الذي تتواجد فيه اعداد كبيرة من الممرضات الاجنبيات تعد بالالاف وتنتشر في مختلف المستشفيات الخاصة، في الوقت الذي يفترض فيه ان لا تتم الموافقة على استقدامهن الا بعد استيعاب صاحبات الحق الاول من بنات الوطن اللائي تجاوزن كل الصعوبات من اجل التخصص في هذه المهنة النبيلة، التي تداوي الجراح وتساعد في التغلب على الالام وتنعش الامال بالشفاء من حالات مرضية مستعصية!
مشكلة اخرى يعاني منها القطاع التمريضي وهي تدني الرواتب اجمالا لمن وجدوا فرصة عمل بعد طول انتظار، لان الكثير منهم يضطرون الى القبول بما هو معروض عليهم، فاذا ما كانت الانظمة الحكومية تحددها مع امتيازاتها في القطاع العام، فانها في القطاع الخاص تخضع لامزجة القائمين على المستشفيات الخاصة وغيرها من مرافق صحية، لهذا فان البعض منها يتدنى كثيرا عن الحد الادنى لمهنة غاية في الاهمية الطبية والانسانية وتتطلب مؤهلات ومهارات وتدريب في غاية الدقة والمسؤولية للتعامل مع الصحة العامة.
تزايد حدة البطالة بين الممرضين والممرضات لا يمكن مواجهتها من قبل نقابتهم وحدها، بل لا بد من تضافر جهود كل من وزارات الصحة والعمل والتعليم العالي على وجه التحديد، فلكل منها مسؤوليتها في اعادة تنظيم القطاع التمريضي الاردني وايجاد الحلول العملية التي تمهد الطريق امام رسل الانسانية لممارسة دورهم الوطني، الذي يتعرض الى هجمة من العمالة الوافدة القادمة من مختلف اصقاع الارض، واذا ما كانت هنالك معيقات في التأهيل والتدريب والتخصص فان تذليلها يقع على عاتق الجهات الاردنية المختصة قبل غيرها ! .( العرب اليوم )