كم أحمد في الجيش الحر؟

نشرت الزميلة الامارات اليوم تحقيقا فريدا من قلب الاحداث في سورية حيث التقت بضابط منشق عن الجيش السوري وقائد كتيبة في الجيش الحر .. التحقيق طريف ويعكس اخلاقيات الثورة وادمانها على الاموال حتى لو كانت مصادرها غير نبيلة .
في التحقيق المصور الذي نشرته الصحيفة الخليجية يقول الضابط ويدعى احمد «إن الاسلحة والذخائر تمثل بالنسبة له المشكلة الاساسية مضيفا : «لا يتوافر لدينا أي شيء بشكل كافٍ، ويصبح التمويل مشكلة ايضاً، حيث يكلف اطعام كتيبتي فقط مدة 10 ايام ما قيمته 96 الف ليرة سورية (1000 دولار).
ويتحدث الضابط المنشق انه بعد فترة قصيرة من تشكيل كتيبته اتصل به احد رجال الأعمال السوريين المقيمين في تركيا، وعرض عليه العمل وسيطاً للمتبرع الغامض، ووافق احمد على ذلك لكن لم يرق هذا الوضع للكثير من مقاتليه، حيث يعرف الكثير منهم، ومن بينهم محمد شقيق احمد أن رجل الاعمال ليس سوى تاجر سوق سوداء وحذروه من التورط معه» ويضيف :»إن هذا الوسيط رجل محتال سيء السمعة ويتربح من خلال المبالغة في كلفة الذخائر والاسلحة التي يتسلمها لمصلحة الكتيبة، وكل كتيبة تعمل في المعارضة داخل البلاد لها وسيط من الشاكلة نفسها «إلا أن مشكلاتنا مع وسيطنا هي الأسوأ».
احمد بحسب التحقيق شكل كتيبته قبل ثلاثة اشهر مستقطباً اعداداً قليلة من عناصر جيش سورية الحر، كانت تعمل من قبل في القرى المنتشرة في جبل الاكراد، الذي يشكل موقعاً استراتيجياً يطل على الشارع الرابط بين اللاذقية وداخل البلاد.
هذه صورة من الميدان تعكس اخلاقيات الثورة السورية على الاقل في بعض جوانبها فالمال المتدفق ليس محملا بقيم العدالة والحرية التي تتحدث الالسن التي تلهج صباح مساء لنصرة العصابات المسلحة.
ما يهمنا في الاردن ليس بطولات قائمة على اموال السوق السوداء ومتبرعين غامضين قد ينتهي خيطهم بواشنطن او بانقرة او بعواصم اخرى فما يهمنا هو عدم انجرار سورية الى اتون حرب اهلية وان يبقى المواطن السوري كريما في ارضه وان تجد الازمة السورية حلا سياسيا ينهي اراقة الدماء.
فقط اسال كم احمد في الثورة السورية وكم تاجر سوق سوداء مد احمد وامثاله بالمال الغامض؟ ( الرأي )