النظام السوري..ودول الجوار

علينا ان نلبس دروعنا وان نبقي فيها نوافذ صغيرة ليس لمرور الرصاص والشظايا الى جسمنا الملاصق للجسم السوري وانما لمرور الهاربين من جحيم النظام السوري ورصاصه وقذائفه .. انهم ملهوفون ونحن نرد لهفتهم في هذه المخيمات الطارئة التي نتمنى ان لا تتحول الى مخيمات طويلة المدى او ان تتزايد عددا وحاجات ..
النظام في فزعة الموت الاخيرة بعد قتل او اغتيال قياداته العسكرية وقد تصيبه ردة فعل مؤقتة أو قد تطول ليستعمل فيها آخر كل قوته التي قد تعبر عن فقده لصبره أو صوابه ..
قد يستعمل هواة المقفى كما نقول بالعامية، قد يطلق آخر رصاصاته وقذائفه..قد ينتقم أكثر من أبناء شعبه..قد يبيد مناطق مأهولة بالسكان ان هي انفصلت بالكامل أو تمردت أو لم يستطع الدخول اليها..
قد يشعر أن دول الجوار مهددة له ودول الجوار هي تركيا والأردن ولبنان والعراق..كيف ينظر النظام السوري الى لبنان المنقسمة بين من يؤيد نظام الأسد وبين من يقاومه؟..هل يقصف طرابلس السنية أو يسمح لحزب الله بقصفها؟ وهل يقتحم حزب الله بيروت ان هي تمردت كما اقتحمها من قبل؟ وازاء تركيا..هل يقصف مواقع على حدودها الجنوبية مع سوريا ؟ هل يقصف مخيمات الهاربين من جحيمه؟ هل يقصف باتجاه الأردن؟ ولمن سيكون القصف؟ هل على مخيمات اللاجئين السوريين أم على مواقع أردنية؟ وما هي طبيعة هذه المواقع المستهدفة بالقصف؟ هل هي مدنية أم عسكرية وبأي الاسلحة؟ هل بأسلحة تقليدية أم غير تقليدية؟
ربع الساعة الاخير من عمر النظام السوري يقتضي الحذر خاصة حينما يبدأ هذا النظام في تصدير أزماته أو البحث عن ذرائع ومشاجب لتعليق هذه الازمات أو نسبتها..
هناك اخبار مغرضة يجري تسريبها عن نية الأردن التدخل في سوريا وهو ما نفاه بقوة رئيس الوزراء فايز الطراونة وفي أكثر من مناسبة..وهناك أخبار يجري تسريبها أيضاً من مصادر مشبوهة وبعضها قريب من النظام السوري عن اسلحة تعبر الى سوريا عن طريق الأردن لتبرير تصدير أزمة النظام السوري وتسويغ ذلك..
ما الذي يمكن أن يحدث ؟ هذه السيناريوهات لا بد أنها حاضرة في ذهن المسؤول الأردني وأن تكون اجابات متوفرة على عديد من الأسئلة في هذا المجال..
فهل سيغلق السوريون بعد هذه العملية القوية التي استهدفت قيادته العسكرية والأمنية الحدود مع الأردن؟ هل يضيف المزيد من التوتير لهذه الحدود ؟ هل سيكثف اطلاق النار عبر الحدود مع الأردن بحجة مطاردة الارهابيين وهو ما يحذر منه الأردن منذ فترة حين طارد رصاص النظام السوري الهاربين من اللاجئين السوريين..
هل تنفصل محافظة درعا أو تنشق بالكامل على يد الجيش الحر وان كان ذلك هل تصبح قاعدة تدخل وخلفية ومركزا محررا للثورة يحط فيه ثوار ومناصرون من الخارج وعندها كيف سيكون التعامل ؟ وما هي التداعيات؟ ..هي أسئلة تؤرق لا يتوفر لها اجابات واضحة مما يلزم الاستعداد والحذر!! ( الرأي )