قبل خراب سوريا

وهكذا يا سادة يا كرام نخسر سوريا رويدا رويدا، وبعدها ستدور الدائرة على لبنان لمواجهة حزب الله، وسيخرج سمير جعجع منها اولا ليبدأ حملته على سلاح المقاومة، وسيجد الى جانبه الحريري ومن لف لفهما، ولأن الشيخ حسن نصر الله لن يسلم مجرد رصاصة فإن الاكيد اغراق سوريا ولبنان معا بحرب وصراعات داخلية، سيطول امدها قبل ان تستقر على منهكين بدون حيل وبلا قوة.
بطبيعة الحال، فإن المستفيد الاكبر هو العدو الاسرائيلي، فهو يحقق الانتصار على المقاومة وحزبها الذي أذاقه مرارة الهزيمة والخيبة في حرب تموز، وهذه المرة دون ان يحرك مجرد دبابة واحدة، وسيتفرغ اكثر فأكثر بعده لمواجهة الفلسطينيين، وسيكون على جدول اعماله حركة حماس اولا، والاخيرة ستصبح كاليتيم على مائدة اللئيم، في حين لن تجد القدس من يتذكرها انذاك وسينتهي امرها يهودية بلا مساجد ودون كنائس ايضا.
غير ذلك، ونحن نخسر سوريا سنفقد معها الكثير، وسيفرض الامر متغيرات على مجمل المنطقة، وقد يعاد فكها واعادة تركيبها، وفي طيات ذلك حسم الوطن البديل توطينا وحقوقا سياسية.
وهنا يكمن سر موقف روسيا التي تريد حصتها كاملة، وبغيره ستذهب إلى ذات الموقف وقوفا مع ايران التي تصف على الدور لكسر شوكتها، ولسان حالها هو "إما لعيب وإما خريب".
السيناريوهات عديدة وليس بالضرورة ما اعلاه منها، فنتائج سقوط النظام السوري قسرا وهو يواجه ثورة الشعب ليست نفسها عندما يسقط بتدخل عسكري خارجي، وغيرها ان وجد لنفسه وسيلة للتخلي عن السلطة طوعا وتسليمها إلى الشعب.
وافضل ما يبقي سوريا بأقل الخسائر هو الاخير، ولو ان ذلك يحصل الآن فإنه سينسف كل المخططات التي رتبت عمليا بعد وقت من تحرك الشعب بغية سرقته وثورته مجددا، ولسوف يبقي حزب الله في امان اكثر وايران بموقع اقدر.
لو ان الرئيس بشار يفعل الامر لأراح واستراح، والاهم من ذلك ما سيسجل له لاختياره سوريا وليس السلطة فيها، ولم يبق من الوقت متسع وعلى من يحبون سوريا ان يدفعوه إلى ذلك. ( السبيل )