الأبطال والهستيريا

تم نشره السبت 21st تمّوز / يوليو 2012 12:26 مساءً
الأبطال والهستيريا
ناهض حتر

بوفاء الرجال الرجال، أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن سورية ليست مجرد ممر ووسيط في تسليح المقاومة اللبنانية، بل هي مصدر السلاح وشريك كامل في إدارة المقاومة، قبل صد العدوان الإسرائيلي العام 2006 وخلاله وبعده، والشهداء الأبطال داوود راجحة وآصف شوكت وحسن تركماني هم "رفاق سلاح" للمقاومين، كانت المواجهة مع العدو الصهيوني شغلهم الشاغل، لسنوات وسنوات. هذا هو السبب، إذاً، في الاحتفالات الإسرائيلية الصاخبة باستشهاد المقاومين السوريين الثلاثة. لكن ماذا عن احتفالات المهووسين الطائفيين بالجريمة الاستخبارية التي أودت بحياة الأبطال؟ مخجلٌ فعلا وهستيريٌ حقا أن يتشارك عرب وصهاينة معا بمقتل قيادات في المقاومة العربية. أي خرف أصاب عقل هذه الأمة بحيث تتوحد، عاطفيا وسياسيا وميدانيا، مع أعدائها الأميركيين والصهاينة في صف واحد ضد أحرار العرب؟
التصفيق الغربي والعربي للعمليات الاستخبارية والإرهابية والتمرد الطائفي المسلح واستخدام المرتزقة في سورية، لا يمكن حبس تأثيراته في سورية وضد نظام الأسد. إن تشجيع تلك العمليات والتهليل لها يخلقان ثقافة القبول بها والتعامل معها في أي البلدان العربية الأخرى. وما يتم استخدامه اليوم من ضفيرة الإرهاب الإعلامي والمسلح ضد سورية، أصبح، في الوعي العام، " شرعيا" واعتياديا، ويمكن استخدامه غدا ضد السعودية أو مصر أو الأردن الخ .
في الأردن تحديدا نحن نغامر بأمننا الوطني حين نغض الطرف عن الإرهاب في سورية. فما الذي يحول، غدا، دون استخدام الوسائل الإرهابية نفسها ـ المستخدمة اليوم لإسقاط النظام السوري ـ في فرض مشروع الوطن البديل علينا؟ على كل حال، فإن مجرد نجاح المشروع القَطري في تذبيح فلسطينيي سورية وتهجيرهم نحو الأردن أكثر من كاف لقيام الوطن البديل.
في مواجهة الوطن البديل، نحن ندّخر قوة استراتيجية تتمثل في الجيش العربي الأردني. ولا يمكننا المغامرة بالسماح للثقافة الإرهابية المعادية للجيش الوطني بالانتشار في صفوفنا ، كما لا يمكننا أن نعرّض بلدنا لمخاطر التدخل في سورية تحت أي مبرر كان، بما في ذلك، تأمين الأسلحة الكيميائية التي لا تشكل خطرا علينا بالأساس.
سر آخر كشفه نصرالله أن سورية الأسد هي من زودت غزة ـ تحت القصف الإسرائيلي ـ بالسلاح والعتاد والطعام. هنا، لا يعود السجال سياسيا، بل أخلاقيا بامتياز:
ـ أيكون جزاء من وقف مع حماس في الحرب ـ حين كان يقاطعها ويحاربها الجميع ـ أن تطالب هي بإسقاطه؟ بأي وجه ستقابل، يا اسماعيل هنية، ربك وانت تخون من أنقذوك في لحظة الشدة؟ وكيف تنظر، يا خالد مشعل، إلى وجهك في المرآة، وقد طعنتَ مَن ضحى بنفسه ورجاله ومصالح بلده من أجل حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين، متوهما أنها مقاومة؟ فلا مقاومة من دون التزام أخلاقي، ولا مقاومة تلك التي تهلل لمقتل رجال حملوا اليها السلاح والطعام والأمل في زمن الحرب، ووضعهم الموساد، لذلك، على قائمة القتل.
وبعد،هل نقول للأسد العربي الجريح في دمشق: اذهبْ واعقد صفقة مع تل أبيب لكي يسحب الخلايجة مسلحيهم من إخوان وسلفية وقاعدة، ويكف عنك نباح الفضائيات، ويعترف الغرب بإصلاحاتك الديموقراطية ؟ ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات