مسلسل عمر الكلمة أم الصورة؟

لا نعرف لماذا تقلل الصورة من عظمة الرجل التاريخي في أذهاننا وضمائرنا وتبقى الكلمة تحافظ أكثر على العبقرية والعظمة الانسانية!!
كنا نستغرب إصرار المراجع الدينية على إبقاء الانبياء وخاصة النبي العربي وخلفائه خارج صورة السينما أو التلفزيون حتى شهدنا الحلقة الاولى من المسلسل الرمضاني «عمر» الخليفة الثاني أحد وأعظم شخصية شهدها العرب في جزيرتهم.
فعلى الرغم من اهتمام المخرج وفريقه من الممثلين بإحاطة الصورة بكل مظاهر الاحترام والقوة في شخصية عمر بن الخطاب، الا اننا وجدنا في كتاب عباس محمود العقاد «عبقرية عمر» صورة أقرب الى الرجل العظيم، فالكلمة التي تترك للعقل والتخيل البشري رسم صورة الرجل الظاهرة هي افضل كثيرا من صورة التلفزيون والسينما وأقرب الى قدسية هذا القائد العظيم!!
لقد شهدنا مؤخرا فيلما اميركيا عن المسيح قام به ممثل كان مخرجه ومنتجه. وكانت المشاهد ملأى بالدم، وعذابات المحاكمة والصلب والموت وحين خرجنا من دار العرض، وجدت أن صورة المسيح كما حملتها من دير اللاتين في مادبا أيام الطفولة . وكلمات موعظة الجبل والتطويبات المشهورة طوبى للمساكين بالروح، طوبى للحزانى فانهم يتعزون، طوبى لصانعي السلام فانهم ابناء الله يدعون ، كانت الصورة الأقرب الى يسوع الانسان!!
ما أردنا أن نقوله بعد مسلسل «عمر» اننا يجب ان نحاكم محاكمة عقلية السؤال التالي: هل أن الكلمة أقرب أم أن صورة الفيلم والمسلسل التلفزيوني أقرب الى استحضار شخصيات التاريخ الدينية!!
هذا سؤال يستحق الجواب! ( الرأي )