سوريا الحاضر الأول برمضان الأردنيين

تم نشره الإثنين 23rd تمّوز / يوليو 2012 10:03 صباحاً
سوريا الحاضر الأول برمضان الأردنيين
المدينة نيوز - "نتابع المسلسل السوري".. بهذا الجواب رد أحد الحضور في جلسة عائلية على سؤال عن المسلسل الذي يتابعه خلال شهر رمضان، وهو رد يختصر تصدر المشهد السوري وتأثيره على الرأي العام الأردني في هذا الشهر الفضيل.

ولم يعد الدعاء لأهالي سوريا وعلى الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه حدثا عابرا، فقد باتت معظم المساجد الأردنية تردد هذا الدعاء في نهاية صلاتي التراويح والفجر يوميا في رمضان.

بل إن أحد المواضيع الأكثر جذبا للجمهور في المساجد هو الموضوع السوري الذي يلقى الحديث حوله اهتماما من المصلين التواقين إلى معرفة الأخبار عن سوريا، رغم متابعتهم لها في القنوات الفضائية المختلفة.

ويرصد قائمون على لجان الزكاة والصدقات تخصيصا لافتا من قبل المحسنين الأردنيين والعرب لجزء من الزكوات والصدقات والطرود الغذائية لصالح اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم نحو 160 ألفا، يعيش معظمهم في ظروف معيشية صعبة، ويعتمدون بالأساس على ما تقدمه الجهات الخيرية من دعم لهم.
يقول أحد أصحاب المقاهي إنه اعتاد تخصيص قناة خليجية محددة لزبائنه القادمين للسهر عنده في ليالي رمضان، "لكني فوجئت بزبائن يطلبون مني التحول إلى الجزيرة أو العربية".

ويضيف أن "هذه أول مرة منذ سنوات يطلب مني زبون التحول عن قناة ترفيه أو رياضة، والسبب هو انشغال الناس بالأحداث في سوريا".

وينافس الموضوع السوري القضايا المحلية، ليس من قبل الناس المشغولين بقضاياهم اليومية، بل انعكس ذلك على الاحتجاجات التي تعود عليها الأردنيون كل جمعة، وبات ربط المشهدين السوري بالأردني واضحا.



والمتجول بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يلحظ طغيانا للمشهد السوري على غيره من المشاهد في صفحات الأردنيين، ففي رصد لليومين الأولين من رمضان رصد متابعون أن الأردنيين يتابعون المشهد السوري بشكل يفوق حتى قضاياهم الداخلية.

على المستوى الرسمي تبدو الأزمة السورية أحد المؤثرات لدى صناع القرار، فالجيش الأردني عزز من خططه لحفظ الحدود الطويلة مع سوريا والبالغة 375 كلم، كما أن أجهزة الأمن في الشمال باتت في حالة استنفار قصوى.

ويتحدث وزير الدولة لشؤون الإعلام سميح المعايطة عن أن الحكومة باتت تتابع الوضع الميداني في سوريا بشكل يومي لما له من آثار واضحة على المشهد الداخلي.

ولم يخف المعايطة في حديثه للجزيرة نت قلق الحكومة من الوضع المتفاقم في الجارة الشمالية مع تدفق أعداد أكبر من اللاجئين وتدهور الوضع الأمني، إلا أنه تحدث عن أن الأردن جاهز للتعامل مع كافة التطورات على الأرض.

الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية والخبير في مجال قياس الرأي العام الدكتور محمد المصري قال إن تفاعل الأردنيين مع الوضع السوري لا يتقدم عليه أي ملف آخر.

وأضاف للجزيرة نت "الأردنيون يتابعون الوضع الميداني السوري ويوميات الثورة انطلاقا من أن القضية السورية باتت قضية محلية بالنسبة لهم ومؤثر هام في مسار حياتهم، عوضا عن أنهم باتوا يلتقون السوريين في كل أماكن تواجدهم".


ويلفت المصري إلى أن الأجواء الرمضانية تؤشر على تصدر المشهد السوري للأحداث بالأردن، من حيث حضور سوريا في المساجد ودعاء أئمتها وتخصيص جزء من الصدقات والإفطارات للسوريين اللاجئين.

وقال إن الأردنيين يعقدون مقارنات فيتساءلون هل كانت الأمور في سوريا ستحسم في رمضان هذا العام بعد أن حسمت بليبيا في رمضان الفائت.

وزاد "كان الخطاب في رمضان يحاول دفع الناس للصبر على الجوع والعطش والحر بالمقارنة بأحداث تاريخية كفتح مكة ومعركة بدر (..) اليوم تقارن الناس ما تمر به من صعوبات بالكارثة التي تحل بجيرانهم السوريين".

وردا على سؤال عما إذا كان الانشغال بالوضع السوري يؤثر على أولويات الناس المحلية، يرى المصري أن التغير لدى الناس هو تغير في الاتجاهات لا في الأنماط، وأن طغيان حدث عاجل لا يعني نسيان الناس همومهم الأساسية التي سيعودون إليها حتما.

وذهب إلى القول إنه آن الأوان للنظر إلى الحدث في العالم العربي على أنه مؤثر محلي أساسي يزاحم الأحداث المحلية، فالحسم في بلاد الربيع العربي يؤثر بكل الاتجاهات في الدول التي تنتظر اكتمال هذا الربيع.

 ( الجزيرة )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات