انتعاش الفن المصري

هو الرمضان الثاني الذي تعيشه مصر بعد ثورة يناير، وبدا فيه وللسنة الثانية على التوالي أنّ ما تعرضه الشاشات المصرية من مسلسلات وأغان وحتى إعلانات تجارية، يستحوذ على اهتمام المشاهدين العرب، لأول مرة منذ سنوات وسنوات وسنوات.
نَفَس الثورة المصرية أحيى الإبداع في بلاد سادها القمع، والمنع، عدة عقود من الزمن، وتستطيع أن تلاحظ الفرق الشاسع في مضامين المسلسلات والمقابلات والبرامج الفنية والسياسية والثقافية، حيث الحرية الكاملة في تناول الموضوعات، والرغبة في تقديمها بقوالب مناسبة.
كلّ شيء يتحدث عن الحرية والتفاؤل يبدو العنوان المتفق عليه من الجميع، وحتمية التغيير للأفضل لا خلاف عليه، ولكنّ المتفق عليه أيضاً أن الأمر سيتطلب وقتاً وأنّ ما يسود الآن من ارتباك هو مجرد مرحلة مؤقتة.
مصر تعيش هذه السنة رمضاناً من نوع لم تألفه قبل الآن، والمؤكد أن الحالة الإبداعية الجماعية ستعيد الفن المصري لأيام عزّه، والمفارقة أن سيطرة الدراما السورية غابت أيضاً وللسنة الثانية على التوالي، ويبدو أن السبب هو الثورة القائمة، وهذه خسارة نتمنى تعويضها في رمضان المقبل. ( الدستور )