الخصاونة على مائدة الإخوان

تم نشره الثلاثاء 24 تمّوز / يوليو 2012 12:09 مساءً
الخصاونة على مائدة الإخوان
نبيل غيشان

المحددات في المنصب الحكومي كثيرة وشائكة، لكنها تنتهي بعد الخروج من المنصب .
 ضيع رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة فرصة ذهبية أمس الأول عندما كان على مائدة الإفطار التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين، فبدل أن يستغل الفرصة المتاحة لتوضيح الكثير من المواقف الخاصة به وبحكومته وتلك التي حُسبت عليه في آخر أيام حكومته وعلاقته بالحركة الاسلامية ،وكذلك موقفه من الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب الذي دفع به إلى مجلس النواب ومن كان وراءه، ونهاية بالولاية العامة والتعدي عليها .
 الخصاونة للأسف كان في خطابه مجاملا للإخوان، بدأه بالموضوع المصري، وتحدث عن "الطغاة" الذين جثموا على صدور شعوبهم وأسهب في الحديث عن الأزمة السورية داعيا إلى تدخل دولي بموجب الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة(حسب ما نقلت عنه جريدة السبيل). وليس المطلوب هنا أن يرفض الدعوة أو أن يناصب الحركة الاسلامية العداء ويرد لهم ما كالوه ضده ، بل إن رجلا في حجمه وتجربته يمكن أن يقول الكثير عن نفسه وعن الآخرين، ويدفع باتجاه تصحيح كثير من المفاهيم التي سادت ويدعو إلى الحوار العقلاني وقبول الرأي الآخر والاحتكام إلى القانون والدستور والتشديد على ضرورة قيام الدولة المدنية التي تحمي المواطن من عسف الدولة وتوسع المشاركة في القرار السياسي وتزيد من شعبية النظام السياسي نفسه.
 فلا خير في استبدال الاستبداد من الدولة باستبداد فكرة أو حزب سياسي يعود إلى احتكار السلطة ويفرض معتقداته وآرائه على الشعب.
 طبعا لا يلام "الإخوان" على دعوة الخصاونة فهم بحاجة للإفادة من كل شخص في هذه المرحلة ، فما بالك برجل بوزن رئيس وزراء سابق وقاض دولي، لكن هذا الحضور قوى الإشاعات التي كانت تتحدث عن العلاقة الخاصة التي ربطته بالإخوان المسلمين رغم ما قيل في العلن وكذلك يؤكد ما اشيع عن نية الخصاونة ترشيح نفسه للانتخابات النيابية والعودة رئيسا للوزراء من باب الاغلبية النيابية، لكن الأمر موقوف اليوم لأن الإخوان قاطعوا.
 كان من الأفضل لو أن الرئيس الخصاونة أوضح رأيه من دون لَبس في قانون الانتخاب المعد من قبل حكومته وإجراء مقارنة مع مشروع القانون الذي تبناه وقدمه لمجلس النواب ، وكان من المفيد ان يتحدث عن دعوات مقاطعة الانتخابات وماذا سيكون موقفه منها لو أن حكومته ما زالت قائمة ، كان مفيد ان يتحدث عن الحوار الوطني والدعوة إلى إقامة حوار جديد ينهي الأزمة السياسية القائمة، من دون ربط ما يجرى من ربيع عربي بالعناصر الخارجية.
 من السهل على الخصاونة بعد ان اصبح خارج الحكومة ان يقول كل ما لديه ويقدم الاقتراحات والآراء التي لم يستطع أن يقدمها وهو على رأس الحكومة ، فالمحددات في المنصب الحكومي كثيرة وشائكة، لكنها تنتهي بعد الخروج من المنصب، لذا كنا نأمل في خطاب مختلف وجديد للخصاونة أقله أن يبدد المقولات التي تحسبه على تيار الحركة الإسلامية ويقدم نفسه بالشكل والمضمون الذين يحب أن يراه عليهما الناس .( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات