لماذا تدعم أميركا الإخوان

مع أن أميركا لا ترغب في أن تبدو وهي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية إلا أنه يبدو واضحاً أنها لا تألو جهداً في توفير الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين لاستلام السلطة، وخاصة في الدول المحيطة بإسرائيل.
الإخوان المسلمون ليسوا مغرمين بأميركا، ولا يريدون أن يبدوا كمن يتعامل معها، ولكن الضرورة لها أحكام.
وأميركا بدورها ليست مغرمة بالإسلام وكانت منذ وقت قريب تناقش ما إذا كان العدو الأول لأميركا هو الصين أم الإسلام؟.
لماذا إذن يتعاون الطرفان في صياغة مستقبل الشرق الأوسط؟ الإخوان يريدون من أميركا أن تشق لهم طريق السلطة، فماذا تريد أميركا من هذا التعاون؟.
لأميركا هدفان الأول هو مقاومة التطرف والإرهاب الذي يقلق راحة أميركا ويهدد أمنها الداخلي والخارجي. والإسلاميون (المعتدلون) هم الأقدر على ذلك.
والثاني هو أمن إسرائيل وضمان مستقبلها عن طريق ترسيخ معاهدات السلام بين العرب وإسرائيل. منطقياً لن يرفع أحد صوته بإلغاء أو مراجعة اتفاقيات السلام مع إسرائيل إذا كان الإخوان المسلمون بالذات هم الذين يتعهدون باحترامها والالتزام بها.
محاربة الإرهاب وتثبيت السلام العربي الإسرائيلي هي الأوراق التي يستطيع الإخوان تقديمها لأميركا ثمناً للسلطة. وعند استهلاك هذه الاوراق وجني ثمارها ينتهي دور الإخوان في نظر أميركا بعد أن يمارسوا السلطة ويظهر فشلهم في تقديم الحلول المطلوبة وينفض الناس من حولهم ويسهل التخلص منهم كما تتخلص أميركا من كل أصدقائها عندما تنتهي مهامهم.
في حلقة بثها تلفزيون بي بي سي، يكشف باحث استراتيجي أن فوز أحمد شفيق برئاسة مصر كان مقرراً لولا وصول وليم بيرنز مساعد وزير خارجية أميركا إلى القاهرة فجأة والاجتماع بالمجلس العسكري الأعلى والضغط عليه للتخلي عن (مرشحه) شفيق لصالح مرسي الذي أعطي نفس النسبة المئوية التي كانت مقررة لشفيق. كما أن قرار مرسي بعودة مجلس الشعب المنحل كان بناء على نصيحة أميركية مباشرة.
جائزة أميركا الكبرى هي الأردن، فسيطرة الإخوان على البرلمان والحكومة لن تضمن تثبيت المعاهدة فقط، بل تؤمن ايضاً حلاً نهائياً لمعضلة إسرائيل بإقامة الوطن البديل الذي يتبناه الإخوان عملياً وإن رفضوه اسمياً.
(الرأي)