صبرا يا بلاد الياسمين
صبرا وعذرا يا بلاد الياسمين والثوار... صبرا على آلة القتل والإجرام الوحشية التي يقوم بها هذا النظام الذي تفوح منه رائحة الطائفية النتنة والعقيدة الفاسدة وحب السلطة حتى الجنون... وحب التملك مهما كان الثمن فهذا الجاهل يعتقد واهما بأن سوريا العراقة والتاريخ والحضارة التي صدرت للعالم الأبجدية الأولى والحضارة الأعرق والمدينة المأهولة الأقدم في أعماق التاريخ هي مزرعة كانت ملك لأبيه وقد آلت إليه بالوراثة... وأنا أقول له وللأحرار في سوريا الحبيبة الجريحة التي تنزف والعالم المنافق المفصوم مشغول بمصير الأسلحة الكيميائية التي لن يكون لها وجود بعد زوال هذا الطاغية بكل تأكيد... أقول للجزار أن حكم الله فيك ماض وسنة الله لا تتبدل ولا تتحول وأن القاتل سوف يقتل وأن الظلم لا يدوم... وأقول للأحرار والثوار والأبطال في سوريا أرض الأنبياء والخلافة والصحابة رضوان الله عليهم والثوار الأبطال ضد الإستعمار الفرنسي والثوار الجدد ضد الإستعمار الأسدي الذي تفوق على كل سابقيه بالهمجية والوحشية لقد أعطيتمونا درسا بالرجولة والشهامة تكاد الكلمات تعجز عن وصفة إن لم تكن أعلنت إفلاسها حقيقة أمام البطولات التي تقومون بها من صبر على الظلم ومطالبة بالحق ومحاربة للباطل وأهله... فاصبروا أيها الأبطال فإنما النصر مع الصبر حتى وإن تخلى عنكم العالم أجمع فالله معكم إن شاء الله تعالى ولن يخذلكم حتى وإن طال أمد الأزمة قليلا... فإن إطالتها كشفت المزيد من الحقائق وعرت الكثير ممن كانوا يتبجحون بالحرية والديمقراطية وأظهرت سوءآتهم بوقوفهم إلى جانب الظالم وقد وصلت الوقاحة بالكثير منهم أن دافعوا عن هذا الممانع الذي أراح جبهة الجولان لمدة أربعة عقود ونيف هو ووالده دون خجل أو حياء.
لم يكن مفاجئا ولا مستغربا موقف دولنا العربية المشتتة والتي تنتظر أوامر أسيادها في أمريكا أو أوروبا أو تركيا أو حتى إيران لتتخذ المواقف إتجاه ما يعانيه أبناء وطنهم الواحد... فتجدهم لا يستنكرون إلا بعد أخذ الموافقة ولا يجتمعون إلا بإذن ولا يخرج من إجتماعهم بكل تأكيد إلا الكلام الفارغ والذي سرعان ما يتحول إلى ملفات للحفظ بجانب الكثير من محاضر الإجتماعات التي تكسوها الغبار من سنين دون أن يطبق منها شيء يذكر... بعض العرب يقومون بالتبرع المادي وهذا مطلوب وهم مشكورين عليه ولكن للأسف يقوم آخرون منهم بفضح اللاجئين وهم يقدمون لهم المساعدة بدلا من أن تكون سرية وخالصة لوجه الله تعالى... ولكن مع أنني أشكر كل من يقوم بواجبه تجاه إخواننا المبعدين قسرا وظلما من بلدهم الأغلى على قلوبهم وقلوبنا معهم أشعر بمقدار العجر الذي وصلت إليه أمتنا العربية والإسلامية فلسان حالها يقول للمضطهدين في كل مكان "إن قتلتم أو شردتم أو أنتهكت حرماتكم نحن لن نقدم لكم أكثر من وجبة طعام وخيمة تأويكم وبعض الأدوية التي تصبركم على الألم فنحن لا نسطتيع بتر اليد التي تمتد إليكم لأن قرارنا ليس بأيدينا "... اللهم اجمع كلمة العرب على الحق واجمعها على نصرة إخواننا في سوريا؛ لأن تاريخنا للأسف مليء بالتجارب القاسية فمن فلسطين الحبيبة إلى لبنان المنهك إلى العراق الجريح إلى الصومال المقسم المتصارع إلى السودان المهدد بالتقسيم أكثر وأكثر... لم نجد أي موقف قوي ولا مشرف إتجاه كل هذه المحن التي مرت بها أمتنا.
اللهم كن لإخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان عونا ونصيرا... وعجل بالنصر والتمكين والحرية لثوار سوريا الأحرار وأرشد أمتنا العربية التائهة لأن تتخذ قرارا جريئا يحقن الدماء ويقف إلى جانب الحق فعلا لا قولا ولو لمرة واحدة... يا رب إن الأحرار في سوريا تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ويشردون ويقتلون وتنتهك أعراضهم فقد لأنهم يطالبون بالحرية والكرامة فعجل بنصرك وفرجك لهم إنك أنت نعم المولى ونعم النصير... فأحرار سوريا عرفوا أن العالم يتابعهم ببرود الميت فغسلوا أيديهم من الدول التي لا تحكمها إلا المصالح ومن الدول مسلوبة الرأي وكبروا عليهم أربع تكبيرات وتوجهوا إليك يا الله بقولهم : "ما إلنا غيرك يا الله " فأسألك باسمك الأعظم ألا تخذلهم يا الله.