عندما يكذب السياسيون!
تم نشره الجمعة 27 تمّوز / يوليو 2012 12:45 صباحاً

د. فهد الفانك
السياسيون في العالم العربي لا يتحملون السخرية من الآراء والإدعاءات التي يطلقونها، ولذا دعونا نسخر من الساسة الأميركان الذين لا خيار لهم سوى تحمل السخرية.
رومني المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة يوضح برنامجه الاقتصادي فيقول إنه سيرفع الإنفاق العسكري بنسبة 25%، ويخفض الضرائب بنسبة 20%، ويحافظ على نظام التأمين الصحي عالي التكاليف، ويحقق توازن الموازنة العامة، ويخفض الدين العام.
مشكلة رومني أن الأرقام والحساب لا تؤيده، فهذه الإنجازات المزعومة ليس من شأنها القضاء على عجز الموازنة وتخفيض المديونية بل على العكس تمامأً.
مع ذلك فإن رومني سياسي ذكي، وقد تخرج من أرقى الجامعات، ولديه خبرة عملية كحاكم ولاية، ومن غير المعقول أنه لا يفهم حقيقة أن إدعاءاته ليست سوى خديعة للرأي العام ومحاولة اجتذاب الناخبين عن طريق الغش.
رومني يعرف تمامأً أن زيادة الإنفاق العام وتخفيض الضرائب من شأنها زيادة العجز ورفع المديونية، ولكنه يقوم بعملية غش صريحة باعتبار أن الغاية تبرر الوسيلة، ويأمل أن خديعته سوف تمر على كثيرين فيعطوه أصواتهم ويفوز بالبيت الأبيض، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
السياسي الأميركي ليس وحيداً في مجال النفاق للرأي العام، فلدينا سياسيون في الحكم والمعارضة على السواء يمارسون هذا الأسلوب، فهناك من يدعو إلى عودة القطاع العام وزيادة العوائد للحكومة وتجفيف مصادر الفسـاد في نفس الوقت، وهذا تناقض صريح لا يؤيده الواقع المعاش.
والبعض الآخر يطالب بالمزيد من الإعفاءات الضريبية، وزيادة الدعم الاستهلاكي وتثبيت أو تخفيض الأسعار. ويطالب في الوقت ذاته بتخفيض العجز في الموازنة، وتخفيض المديونية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن المنح الخارجية المشروطة.
رومني وجد من يكشف تناقضه حسابياً، وأن يسخر من خديعته، فكتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز نقداً لاذعاً تحت عنوان أرقام رومني المضحكة. أما في بلدنا فإن الخديعة ذاتها يمكن أن تمر، وإذا حاول أحد أن يكشف عيبها فسيجد من يتهمه بانه في أحسن الأحوال بوق للحكومة، وفي أسوئها عدو للشعب!.
(الرأي)
رومني المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة يوضح برنامجه الاقتصادي فيقول إنه سيرفع الإنفاق العسكري بنسبة 25%، ويخفض الضرائب بنسبة 20%، ويحافظ على نظام التأمين الصحي عالي التكاليف، ويحقق توازن الموازنة العامة، ويخفض الدين العام.
مشكلة رومني أن الأرقام والحساب لا تؤيده، فهذه الإنجازات المزعومة ليس من شأنها القضاء على عجز الموازنة وتخفيض المديونية بل على العكس تمامأً.
مع ذلك فإن رومني سياسي ذكي، وقد تخرج من أرقى الجامعات، ولديه خبرة عملية كحاكم ولاية، ومن غير المعقول أنه لا يفهم حقيقة أن إدعاءاته ليست سوى خديعة للرأي العام ومحاولة اجتذاب الناخبين عن طريق الغش.
رومني يعرف تمامأً أن زيادة الإنفاق العام وتخفيض الضرائب من شأنها زيادة العجز ورفع المديونية، ولكنه يقوم بعملية غش صريحة باعتبار أن الغاية تبرر الوسيلة، ويأمل أن خديعته سوف تمر على كثيرين فيعطوه أصواتهم ويفوز بالبيت الأبيض، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
السياسي الأميركي ليس وحيداً في مجال النفاق للرأي العام، فلدينا سياسيون في الحكم والمعارضة على السواء يمارسون هذا الأسلوب، فهناك من يدعو إلى عودة القطاع العام وزيادة العوائد للحكومة وتجفيف مصادر الفسـاد في نفس الوقت، وهذا تناقض صريح لا يؤيده الواقع المعاش.
والبعض الآخر يطالب بالمزيد من الإعفاءات الضريبية، وزيادة الدعم الاستهلاكي وتثبيت أو تخفيض الأسعار. ويطالب في الوقت ذاته بتخفيض العجز في الموازنة، وتخفيض المديونية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن المنح الخارجية المشروطة.
رومني وجد من يكشف تناقضه حسابياً، وأن يسخر من خديعته، فكتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز نقداً لاذعاً تحت عنوان أرقام رومني المضحكة. أما في بلدنا فإن الخديعة ذاتها يمكن أن تمر، وإذا حاول أحد أن يكشف عيبها فسيجد من يتهمه بانه في أحسن الأحوال بوق للحكومة، وفي أسوئها عدو للشعب!.
(الرأي)