.. فقد ذكاءه وتوازنه!
تم نشره الجمعة 27 تمّوز / يوليو 2012 12:48 صباحاً

طارق مصاروة
يخطئ النظام في دمشق إذا اعتقد أن التهديد بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية سيردع أحداً من أعدائه: في الداخل أو في الخارج. فالكل الآن يتدخل من روسيا وتركيا إلى دول الخليج وإيران. والجميع يعرف أن سوريا تملك هذا النمط من الأسلحة، لكن ذلك لم يمنع أحداً من التدخل!.
إن استرداد ذاكرة النظام في دمشق، واستعادة قصة أسلحة الدمار الشامل في العراق، يدلنا بوضوح إلى أن تهديد الرئيس صدام حسين لإسرائيل بالكيماوي المزدوج إذا استعملت سلاحها النووي، فقامت المدبرة العالمية على العراق، والتحشيد لغزوه بحجة أن العالم لا يمكن أن يقبل إبادة الشعب اليهودي مرّة أخرى. كما استغلت طهران هذا التهديد فضربت قرية حلبجة بغاز قاتل، والصقت الجريمة بالنظام العراقي، ودليلنا هو عدم محاكمة أي مسؤول عراقي بجريمة استعمال هذا السلاح المحرم، واكتفت ماكنة الدعاية بالصاق لقب الكيماوي لعلي المجيد!.
إعلان وجود أسلحة دمار شامل رسمياً، وعن طريق وزارة الخارجية بدمشق لا يخيف أحداً من المتورطين في الحدث السوري، ولكنه سيثير عش الدبابير الصهيونية في أميركا وأوروبا، وسيعطي للمخططات العدوانية الإسرائيلية المبرر بالتدخل بالشؤون اللبنانية، وعبر دور حزب الله المفترض في تسلّم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية إذا انهار النظام في دمشق. وعلى العاصمة السورية أن تفهم أن المخطط الدولي لتقليم أظافر النظام الإيراني يتم الآن دون الحاجة إلى الحرب في الخليج، ودون قصف مراكز تخصيب اليورانيوم، وهو يتم في سوريا، ويتم في توريط حزب الله بحكم لبنان مع حلفاء مشكوك في ثباتهم، وتمَّ في غزة.. وينهار في الجزء الشيعي المتحالف في بغداد!!.
لقد كان النظام في سوريا أذكى كثيراً طيلة العقود الثلاثة من حكم العائلة. كان يفهم لعبة القوى الدولية والإقليمية، وكان يتعامل معها دون حساب العقائد، والقومية، والبعث.فحارب العراق إلى جانب إيران، واصطف مع الولايات المتحدة في تحشدات الخليج، وعرف كيف يأخذ من أموال النفط ما لا يعرف أحد حجمه ومصادره!.
الآن ومنذ خمس سنوات فقد النظام ذكاءه باغتيال حليفه الحريري، وبالخروج المخزي من لبنان، وبمحاولات التذاكي على واشنطن وأوروبا.. مما أوصله إلى الوضع الحالي.
(الراي)
إن استرداد ذاكرة النظام في دمشق، واستعادة قصة أسلحة الدمار الشامل في العراق، يدلنا بوضوح إلى أن تهديد الرئيس صدام حسين لإسرائيل بالكيماوي المزدوج إذا استعملت سلاحها النووي، فقامت المدبرة العالمية على العراق، والتحشيد لغزوه بحجة أن العالم لا يمكن أن يقبل إبادة الشعب اليهودي مرّة أخرى. كما استغلت طهران هذا التهديد فضربت قرية حلبجة بغاز قاتل، والصقت الجريمة بالنظام العراقي، ودليلنا هو عدم محاكمة أي مسؤول عراقي بجريمة استعمال هذا السلاح المحرم، واكتفت ماكنة الدعاية بالصاق لقب الكيماوي لعلي المجيد!.
إعلان وجود أسلحة دمار شامل رسمياً، وعن طريق وزارة الخارجية بدمشق لا يخيف أحداً من المتورطين في الحدث السوري، ولكنه سيثير عش الدبابير الصهيونية في أميركا وأوروبا، وسيعطي للمخططات العدوانية الإسرائيلية المبرر بالتدخل بالشؤون اللبنانية، وعبر دور حزب الله المفترض في تسلّم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية إذا انهار النظام في دمشق. وعلى العاصمة السورية أن تفهم أن المخطط الدولي لتقليم أظافر النظام الإيراني يتم الآن دون الحاجة إلى الحرب في الخليج، ودون قصف مراكز تخصيب اليورانيوم، وهو يتم في سوريا، ويتم في توريط حزب الله بحكم لبنان مع حلفاء مشكوك في ثباتهم، وتمَّ في غزة.. وينهار في الجزء الشيعي المتحالف في بغداد!!.
لقد كان النظام في سوريا أذكى كثيراً طيلة العقود الثلاثة من حكم العائلة. كان يفهم لعبة القوى الدولية والإقليمية، وكان يتعامل معها دون حساب العقائد، والقومية، والبعث.فحارب العراق إلى جانب إيران، واصطف مع الولايات المتحدة في تحشدات الخليج، وعرف كيف يأخذ من أموال النفط ما لا يعرف أحد حجمه ومصادره!.
الآن ومنذ خمس سنوات فقد النظام ذكاءه باغتيال حليفه الحريري، وبالخروج المخزي من لبنان، وبمحاولات التذاكي على واشنطن وأوروبا.. مما أوصله إلى الوضع الحالي.
(الراي)