نصيحة اليساريين للأردنيين : تحالفوا مع «الأسد»!

تم نشره السبت 28 تمّوز / يوليو 2012 01:53 صباحاً
نصيحة اليساريين للأردنيين : تحالفوا مع «الأسد»!
* حسين الرواشد *

دعكم من الاصلاح وملفاته، لا تنشغلوا بالانتخابات وقانونها الاشكالي، التزموا الصمت حيال “الفاسدين” وما فعلوه، اتركوا اوضاعكم الاقتصادية المتردية جانباً واصبروا على “سوء الحال”، كل هذه القضايا “الوطنية” لا وقت لفتح النقاش العام حولها، ولا جدوى من الخروج للشارع للمطالبة بها.. انتبهوا فقط الى الشمال.. وانضموا الى حلف روسيا وايران لمواجهة الثورة.. نعم الثورة التي تهدد الأردن.. وضعوا ايديكم في يد النظام السوري.. “فالأسد” باق ولا جدوى من التفكير بأي بديل آخر.. آه، نسيت، أين رجالات الاردن من خطر سقوط النظام السوري على بلدنا؟!.

هل سمعتم بمنطق اسوأ من هذا؟ هل خطر في بالكم ان يختزل البعض ما يهددنا من خطر في انتصار الثورة السورية؟ للأسف هذا المنطق تردد على ألسنة بعض اخواننا اليساريين في الاسابيع الماضية، وكدت أعتقد ان هؤلاء يدافعون عن سوريا، وقبلها عن الاردن، لكن حين وقفت في خطابهم اكتشفت ان كل مخاوفهم ترتبط بمسألتين: احداهما ان التحولات التي جرت في المنطقة العربية أزاحت “المستور” عن الوزن السياسي لهؤلاء في الشارع، وهو وزن متواضع جداً، وبالتالي فان دفاعهم عن “مصالحهم” بعد ان أفرزت الصناديق الانتخابية نتائجها يقتضي الهجوم على ثورات الشعوب ومحاولة تشويهها وربطها بالمشروع الغربي والصهيوني، وهو -بالطبع- موقف مفهوم يجعلهم اكثر اصرارا على بقاء “الانظمة” التي غطت على “حجمهم” وسمحت لهم بممارسة دور سياسي اكبر منهم، أما المسألة الاخرى فتتعلق بعداء هؤلاء للمشروع الاسلامي، باعتباره من وجهة نظرهم نقيضاً للفكرة القومية وطروحاتها اليسارية والعلمانية، فالثورات العربية في معظمها انتهت الى “تصدر” التيار الاسلامي وسقوط الاصوات اليسارية والعلمانية، ومع ان المشروع الديمقراطي الذي كان هؤلاء من أبرز دعاته يفترض ان يحترم الجميع خياراته ونتائجه، الا ان اخواننا لا يعتبرونه ما دام لم يصب في مصالحهم.. ولم يتناسب مع طموحاتهم السياسية.

من وجهة نظر اخواننا في اليسار ان كل ما جرى في “الميادين” من ثورات هو مؤامرة كبرى، تورط فيها الاسلاميون مع الغرب، وانتهت الى “ديمقراطية” مغشوشة، كما ان ما يحدث في سوريا هو “مؤامرة” ضد الشعب السوري، وضد الاردن ايضاً، نسألهم كيف؟ فتأتيك الاجابات فورا: ثمة منفعة بين امريكا واعوانها في المنطقة مع حماس لبيع القضية الفلسطينية، ثمة صفقة اخرى لتسفير الفلسطينيين للاردن وتأسيس الوطن البديل، ثمة “رجعية” عربية تقف وراء الثورات لاستثمارها في تقسيم المنطقة من جديد.

تسألهم: وماذا فعلت الانظمة في مصر وسوريا تجاه امريكا أو اسرائيل؟ واتجاه شعوبها ايضا؟ ولماذا يكون الاسلاميون -بالضرورة- اسوأ من هذه الانظمة، ولماذا لا يتوافق اليسار مع “الاسلاميين” لطرح مشروع وطني يجنب شعوبنا مثل هذه “الهواجس”.. تأتيك الاجابات نفسها: ثمة مؤامرة والاسلاميون هم “رأس الحربة” في تنفيذها.. وثمة أخطار داهمة اذا لم يبق “الاسد” وغيره في الحكم.. لأن المطلوب ليس “رأس الأسد” وانما رأس الامة كلها.

من المخجل ان يكون هذا المنطق هو ما يفكر به البعض تجاه ثورات دفعت الشعوب ثمنها من دمها، وتجاه “اصلاح” تنكروا له ثم ها هم يطالبون “رجالات الاردن” بالانفضاض من حوله كرمى لعيون “الاسد” أو غيره.. من المخجل ايضا ان نسمع اصداء طهران تتردد في عمان وأن ما حدث في القاهرة يجري تشويهه بقصد، وان الخطر الذي يداهم “الامة” كلها مصدره الاسلاميون لا اسرائيل ولا الانظمة التي كانت “كنزاً” لها.. ولا اخواننا هؤلاء الذين يذرفون الدموع على من اجرموا بحق شعوبهم بدل ان يذرفوها على عشرات الشهداء الذين سقطوا تحت قصف “ابطال” القومية وحراسها “الامجاد!.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات