الربيعيون..هل عندهم البديل؟

إذا كسّر الخاسرون في مباراة كرة القدم عربات النقل الخارجي للتلفزيون، فإن من المؤكد أن الخاسرين في المباراة القادمة سيقومون بالفعلة ذاتها, وبهذه الطريقة فلن يبقى للتلفزيون وجود عملي في ملاعبنا لينقل مباريات الرابحين. فعربة النقل الخارجي لها تكلفة تزيد على المليون دينار!!. ونرجو أن لا يبحث مبررو كل تخريب في البلد «بفشة الخلق»، وبالأعصاب المتوترة في هذا الجو الخانق.. لأن الفعلة جرت بعد منتصف الليل، وفي مكان مدروس على الطريق!!.
وإذا هاجم «الربيعيون» المفاعل النووي التعليمي الطبي، فإن الذين اقنعوهم بالتخريب لن يستعيدوا أرضاً تم استملاكها للصالح العام قبل أكثر من ثلاثين عاماً.. وليس من المعقول أن تهدم الدولة جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتسلّمها «وطاه» معروضة للبيع من جديد!!. أما خلط الأشياء بأن الاعتداء على المفاعل هو «موقف أخلاقي» ضد بناء المفاعلات النووية.. فهذه فضيحة أخلاقية عقلية، لأن لهذه المفاعلات دوراً مهماً في المعالجة، فعندنا في الأشرفية جهاز أشعة ذرية يعالج منذ أربعين عاماً، ولم «يفقع» في وجه أحد، وكل الذين مروا على أجهزة تصوير بالأشعة يعرفون أن هناك أجهزة تعمل بقضبان نووية نستوردها أسبوعياً لبعض المراكز.. وطالما أن الحديث هو حديث عن المفاعلات التي تبنيها الجامعات فإن المفاعل الوحيد الذي تدافع عنه إيران الآن إلى حد دخول حرب مع الغرب وإسرائيل، هو مفاعل مماثل استورده الشاه من أميركا.. قبل نصف قرن بجامعة طهران.
الحالة «الربيعية» التي نمر بها الآن، تسمح لعشرة باحثين عن عمل محدد بقطع الماء والكهرباء عن مصانع كيماوية تكلف مئات الملايين ويشاركنا فيها يابانيون وهنود، ومقامة على مقربة من مناجم الفوسفات. فهل هناك عاقل يخرّب انتاجية مصانع فيها مئات العاملين لتبحث له الدولة عن وظيفة آذن - سائق - حارس؟!!.
هذه «الربيعية» هي التي تفلت عقال طلاب يعتدون على طلاب عرب ضيوف في جامعة مؤتة، ويكسّرون جامعتهم، ويحرقون أشجارها التي تفيض عليهم بالظل والنعمة في هذا الهجير اللافح!.
الذين صدّعوا رؤوسنا بالربيع العربي، انتجوا هذه الأنماط من «الربيعيين» ولأن دعوتهم تقوم على التحريض وليس على الإصلاح، ولأنهم لا يملكون برنامجاً يجندون له الشباب فكرياً وأخلاقياً. ولأنهم يهدمون ولا يملكون المخطط والمال والخلق لإعادة بناء الوطن!
( الرأي )