في حرب رمضان

صادف أمس ذكرى العاشر من رمضان، والحرب المجيدة التي نسمّيها حرب رمضان، ويسميّها أشقّاؤنا المصريون حرب أكتوبر، ويطلق عليها أحبّتنا السوريون حرب تشرين، أمّا الاسرائيليون فيسمّونها حرب الغفران، وفي كلّ الأحوال فهي الحرب التي أسست لسلام ملغوم راح ضحيّته صاحبه الأوّل: أنور السادات.
ففي ذلك اليوم وقّع السادات على أهمّ قرار في حياته، هو شنّ الحرب، وفي مثل هذا اليوم أيضاً، في ذكرى الحرب، بالتاريخ الميلادي دفع السادات حياته ثمناً لذلك السلام المزعوم، ومنذ تلك الأيام ونحن أسرى لواقع جديد سحب معه الفلسطينيين والاردنيين لذلك الوهم الذي أسسه رئيس مصر المغتال.
وقد يكون صاحب هذا اليوم، أنور السادات، الشخصية الأكثر جدلاً في التاريخ العربي المعاصر، وربّما ومع سرعة وتناقض الأحداث التي مررنا فيها منذ وفاته لم يُدرس الرجل كما ينبغي، ولعلّ ما يجب دراسته في الأمر أنّ رجلاً واحداً استطاع قلب مسيرة وتاريخ الأمّة العربية كلّها، وقد كان ما فعله من صلح منفرد سبباً واضحاً في إنهيار بدأ مع الإعلان عن مبادرته ‘’التاريخية’’ وتواصل في لبنان وتونس والخليج، وما زال قائماً حتى اللحظة.
ما نقوله إنّ هذا اليوم يذكّرنا بأكبر انتصار في تاريخنا المعاصر، ولكنّه يذكّرنا بانهيار تاريخي أيضاً، وهو التناقض الذي بتنا نحمله في عقولنا العربية المتناقضة، وشخصياتنا المنفصمة...( الدستور )