حملة المطاعم...ماذا كنا نأكل سابقا

هذا الكم الكبير من القرارات التي أصدرتها المديرية العامة للغذاء والدواء بحق مجموعة لا يستهان بها وبسمعتها من المطاعم جعلتنا نشعر بالقلق على صحتنا مما كان ومما سيكون.
الناس يتساءلون عما كان قبل ذلك التاريخ الذي قررت فيه "الغذاء والدواء" أخذ أمر المراقبة بجدية، ماذا كانت تأكل تلك الجموع المزدحمة على أبواب هذه المطاعم.
أين كانت الدولة ووزارة الصحة ومديرية الغذاء والدواء، لم نسمع عن مخالفة أو عن مطعم أغلقت أبوابه، ولعل هذه الأسئلة المشروعة تثبت مرة أخرى أن إدارة الدولة في السنوات السابقة كانت مجرد خيال أفسدته عوامل كثيرة. ثم ماذا بعد هذه الحملة، هل ستستمر الجدية فيها، أم أن أيدي خفية متنفذة هنا وهناك ستتدخل وتعمل على إسقاط المعايير الصحية التي تم اعتمادها في هذه الحملة.
البعض يتحدث عن شخصية مدير الدواء والغذاء، وأنه يملك القدرة على تبني الحملة الصحية هذه بعزمها وجديتها وطبيعتها التشهيرية المفيدة. لكنه في المقابل هل سيصمد، وهل سيستمر في موقعه كثيرا وقد بدأت عمليات الحفر تحته، هنا يقلق الناس ويتحسرون على طعام أكلوه وعلى آخر سيأكلوه. رغم ذلك تلقى الحملة ترحيبا شعبيا كبيرا على اعتبار أنها تضرب بقوة وتنفذ القانون بحذافيره وتكشف لنا حجم التردي الإداري الذي وصلت له وزارة الصحة في السنوات السابقة.
مؤسسة الغذاء والدواء في هذه اللحظة مشكورة على جهودها وتستحق كل الثناء والدعم من الجميع، وعليها ان تواصل بقوة لأن صحة المواطن لا مساومة عليها ولا وساطة فيها.
البعض يدافع عن هذه المطاعم من باب أن سمعتها تضررت، وأن المعايير صارمة بتطرف، ولعلي هنا أشير إلى أن الصحة أهم من جيوب البعض ومن يخشى على سمعته عليه أن يكون صارما في التعامل مع المعايير.
نتمنى أن لا تكون هذه الحملة مجرد فزعة مؤقتة تذهب مع الضغوط أو مع رحيل شخص المدير، بل نريدها مؤسسية وطنية تنظر لصحة الأردني قبل كل شيء.
ويبقى سؤال "أين كنتم قبل ذلك" محل اهتمام الناس، لكن أن نضع نقطة آخر السطر ونستدرك أفضل من المواصلة في التردي الاداري. ( السبيل )