الداخلية والمياه: عروق متصلة

يتبادل وزيرا الداخلية والمياه التهم بالمسؤولية عن الاحتجاجات ذات المنشأ المائي، وكل منهما ينظر للمسألة من زاوية اختصاصه؛ فوزير الداخلية وهو يتعامل مع المحتجين على انقطاع المياه يقلقه الجانب الأمني، وعندما يبحث عن الحل يجده عند الجهة المزودة، أي وزير المياه، وبالمقابل يرد هذا الوزير بأن هناك اعتداءات على خطوط المياه وأنه أبلغ وزير الداخلية بها ولم يقم الأخير بمعالجتها.
لاحظوا أنه ورغم ما يبدو من أن الطرفين يتناقشان حول قضية واحدة، فإنهما في الواقع يتحدثان عن موضوعين مختلفين، فوزير الداخلية يريد معالجة مشكلة المحتجين، بينما يطالبه وزير المياه بمعالجة مشكلة المعتدين، ونعرف جميعاً أن فئة المحتجين تختلف عن فئة المعتدين، فالأولى يتميز أصحابها بنقص حاد في المياه بعكس الثانية، ووفق وزير المياه فإن قائمة المعتدين تضم عدداً من المتنفذين الذين يسطون على شبكة المياه فيأخذون بالمجان فوق حصتهم.
من الواضح أن النوايا لدى الوزيرين طيبة، فوزير الداخلية يحرص على المهمات الأمنية الملحة، بينما يحرص زميله على المهمات المائية الملحة، وبالنتيجة نكسب جولة عصف فكري بين الفريقين.
إليكم الحكاية الطريفة التالية:
كان الزوج يجلس قرب زوجته، وفجأة خرج من تحتها صوت (يشبه بعض ما نسمعه في موسيقى الجاز) فنظر اليها زوجها وسألها غاضباً: "ما هذا الذي سمعته منك؟"، فردّت على الفور: "على هَالفستان اللّي جايبلي إياه؟"، فقال لها بغضب أشد: "وما علاقة ما سمتعته منك بالفساتين؟ فأجابت بثقة وهدوء: "إنها عروق ومتصلة".( العرب اليوم 9