رمضانيات -4-

- حدود سوريا مع تركيا والعراق والأردن ولبنان ملتهبة وساخنة وفيها طخ، فقط «حدود» أو خطوط الهدنة في الجولان مع فلسطين المحتلة هادئة والعصافير فيها تزقزق بأمان لماذا يا ترى ؟؟ يتساءل مُمانعون، ونسأل معهم، وقلوبنا تنفطر على الشام وأهلها، هذه الأرض الطيبة نراها اليوم وقد دب الخراب في جوانبها، وكل خسارة مادية أو معنوية، إنسية أو غيرها، هي خسارة لأهل الشام والأمة بأسرها، فلا غالب ولا نقول طبعا لا غالب ولا مغلوب، بل اللعنة على من تسبب بهذه الفتنة، ومنع شعبه من التنفس بحرية، وأحصى عليه خلجات قلبه، وقد كان بإمكانه أن يصبح بطلا شعبيا، ورمزا من رموز الإصلاح، لو استجاب لنصف مطالب شعبه، لا كلها، فما باله الآن وقد قارب ملكه على الزوال، أليس في هذا عبرة لمن يقفون أمام حركة التاريخ، فيعاندونه رافضين تفهم مطالب الشعوب، وقد كان مصيرهم أسود كمصير عاد وثمود، أعني مبارك والقذافي؟
- كلما هبت رياح التعصب والإقليمية السوداء، تذكرت ما قال رسولنا صلوات الله عليه عن دعوى الجاهلية: دعوها فإنها منتنة..
سأل سائل عن حدود الانتماء لبلد معين في الإسلام، فكانت الإجابــة من قبل لجنة فريق الفتوى في «إسلام ويب» كما يلي: كل اجتماع على شعار معين ـ غير الإسلام ـ يعقد عليه الولاء والبراء والحب والبغض والتعاون والتنافر والسلم والحرب، فهو مما نهى عنه الشرع الحنيف. والحق أن يكون ولاء المسلم لدينه، ومحبته ونصرته لأهل ملته، دون نظر لوطنية أو قومية، أما إذا كان الانتساب للقبيلة أو الجماعة أو الوطن لمجرد التعارف والتعاون، لا التفاخر والتشاجر، فلا مانع من ذلك. وفي هذا يقول العلامة الشنقيطي في كتابه أضواء البيان: اعلم أنه لا خلاف بين العلماء في منع النداء برابطة غير الإسلام، كالقوميات والعصبيات النسبية، ولا سيما إذا كان النداء بالقومية يقصد من ورائه القضاء على رابطة الإسلام وإزالتها بالكلية، فإن النداء بها حينئذ معناه الحقيقي: أنه نداء إلى التخلي عن دين الإسلام، ورفض الرابطة السماوية رفضا باتا، على أن يعتاض من ذلك روابط عصبية قومية ... وقد بين الله جل وعلا في محكم كتابه: أن الحكمة في جعله بني آدم شعوبا وقبائل هي التعارف فيما بينهم. وليست هي أن يتعصب كل شعب على غيره، وكل قبيلة على غيرها. قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. فالمذموم من انتماء المسلم لبلده أو قومه أو جنسه إنما هو الانتماء الذي يراد منه التعاضد والتناصر لا باعتبار الحق والباطل، وإنما باعتبار القومية أو العرقية فقط. فكل دعوة إلى العصبية المذمومة، سواء كانت دعوة إلى قومية أو قبلية أو غيرها، من دعاوى الجاهلية، فالتعصب للعرق أو للجنس أو للوطن أو لأي شيء من العصبية المذمومة هو من دعوى الجاهلية.. اللهم إنا نشهدك أننا نبرأ إليك من أي دعوى جاهلية..
-نحن مع حجب المواقع الإباحية على الإنترنت، ولكننا في الوقت ذاته، نخشى اتخاذ هذا الأمر ذريعة للتوسع في معنى الحجب، فيطال مواقع لا تريد السلطات المسؤولة أن يراها المواطنون، منطق الوصاية الآن لا يحل المشكلة، فحتى لو تم الحجب، فثمة برامج تفح أعتى المواقع المحجوبة، أجدني أميل أكثر لترك الأمر للنصح والإرشاد والتثقيف لا الجبر!
-سمعنا أن أسعار البترول في العالم نزلت عما كانت عليه أيام الرفع الأخير للمشتقات النفطية، وسمعنا ايضا أن ثمة توجها لتعديل جديد على الأسعار، ولكنه تعديل باتجاه التخفيض، كي يتماشى مع الأسعار الجديدة، ولكن شيئا من هذا لم يقع، ترى ما الذي جرى؟؟(الدستور)