جدل الرسالة.. رسالة الشكر !

تم نشره السبت 04 آب / أغسطس 2012 01:05 مساءً
جدل الرسالة.. رسالة الشكر !
محمد خروب

لافت هذا العناد «غير المبرر» الذي تبديه الرئاسة المصرية حيال «رسالة الشكر» التي قالت اسرائيل ان شمعون بيرس تلقاها من الرئيس المصري محمد مرسي.. وبعيداً عن الاهداف الاسرائيلية التي وقفت خلف «تسريب» الخبر ثم لاحقاً نشر صورة (طبق الأصل) عن الرسالة واخرى عن كتاب السفارة المصرية المرفق، فان تمترس الرئاسة المصرية عند حاجز «النفي» ووصف ما تنشره اسرائيل من وثائق وما تبثه من تصريحات بأنه «مزور» يشي بأن حالاً من الذعر قد اصابت حاشية مرسي وكشفت ما ارادوا له ان يبقى طي الكتمان وأحالت الى طبيعة العلاقة التي يريد مرشح جماعة الاخوان المسلمين الجالس الآن في قصر العروبة مع اسرائيل، وبالتالي (ودائماً) يفضح على نحو لا يقبل اللبس نهج الصفقات التي يواظب قادة وكوادر الجماعة وشيوخها كما نخبها الاقتصادية والسياسية والحزبية السير عليه في علاقاتهم الملتبسة مع الدوائر الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم يتوقف قطار مسؤوليها الجوي عن العمل بين واشنطن والقاهرة ثم يواصلون السفر بالطبع (كلينتون، بانيتا وقبلهما وليم بيرنز وكل ما يمكن لأعضاء الكونغرس عمله) الى اسرائيل، حاملين رسائل التطمينات ومؤكدين لقادة الدولة العبرية ان «لا تغيير» في طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين القاهرة وتل ابيب وان تبديل الحاكم (هل ما يزال مصطلح الثورة صالحاً حتى الآن) الذي حدث، لن يكون له أي اثر على كامب ديفيد وملحقاته، السرية منها والعلنية، مصحوبا بتأكيدات رئاسية ان الاتفاقية «لن تُفتح» ايضا وانه لا داعي لان تشعر اسرائيل بالقلق اقله في المديين القريب والمتوسط..
ماعلينا
لا يبدو «الانكار» الرئاسي المصري مقنعا، وغياب اي رد من السفارة المصرية في تل ابيب وهي التي ظهر شعارها في ما نشرته رئاسة اسرائيل من صور، يؤكد الرواية الاسرائيلية اكثر مما يذهب لتصديق هذا النفي المتوتر والمذعور الذي دأب عليه المتحدث باسم الرئاسة المصرية في عبارات ومفردات توحي بالتلعثم والارتباك.
واذا ما خرج علينا احد من الذين يعتقدون ان الاخوان المسلمين «ملائكة» لا يخطئون، واستحضر حكاية احترام المعاهدات والعهود وغيرها من الترهات التي صدعوا رؤوسنا بها، ودعانا الى ان نكون اكثر واقعية وان العلاقة مع اسرائيل (المدعومة غربيا سيقولون) التي نسجها مبارك طوال ثلاثة عقود، لن يتم تفكيكها في وقت قصير، وعلينا ان نمنح الرجل (مرسي) الفرصة لتثبيت حكمه ومزيدا من الوقت للخروج التدريجي من إسار هذه المعاهدة التي اخرجت مصر من الصراع واضعفت مكانها ودورها ومكّنت اسرائيل من التغول في المنطقة وكتابة جدول اعمالها، فهو في ذلك انما يؤكد المنطق الذرائعي والتبريري الذي لا تتوقف (جماعات) الاخوان المسلمين عن مواجهة منتقديها به (حتى لا نقول خصومها او اعداءها) اذا ما حاولوا التأشير على مواضع الخلل وافعال الريبة والصفقات التي يعقدها «الاخوان» مع الغرب الامبريالي وحتى مع دول عربية كانت «عدوة» لها ذات يوم..
مؤسف هذا النفي الرئاسي المصري لرسالة «شكر» بات مؤكدا ان سيادته ارسلها وهو يعلم ان اسرائيل ستكشفها، بل هي على ما قالت مصادر اسرائيلية اخذت ضوءا اخضر من السفارة المصرية بتل ابيب لنشرها مما اوقع الرئاسة المصرية (اقرأ الرئيس الاخواني) في دائرة الحرج، وكم كان لافتا ما كتبه سفير اسرائيل السابق في موريتانيا بوعر بسموت في مقالة له بصحيفة اسرائيل اليوم يوم اول من امس الخميس» .. رسالة مرسي كانت موجهة الى القدس ولكنها اساسا تقصد واشنطن، التي لن افاجأ اذا كانت صيغت معها ايضا. ثم يستطرد: في القدس اختاروا نشرها ويمكن ان يكون لهذا سببان: إما اننا نركض لنروي للرفاق، او لاننا في الوضع الحالي، نريد ان نُلْزِم مرسي بان (يخرج من الخزانة) وأن يعرض موقفه من اتفاق السلام بالشكل الاوضح»..
تأملوا إذاً ...وقارنوا!!. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات