ربيع مصر - انهيار المجتمع

جاء الوقت لإصدار أحكام أولية حول نتائج الربيع العربي في مصر لنجد أنه يقع بين الفوضى الخلاقة والانهيار الاجتماعي كما كتب في (الاهرام) الباحث الاجتماعي المعروف سيد ياسين، وأعادت (العرب اليوم) نشر مقاله في عددها الصادر يوم الجمعة.
يوثق السيد ياسين المؤشرات الكمية والكيفية على الانهيار الخطير الذي يشمل القيم الاساسية للمجتمع ، وبنية المؤسسات الحاكمة ، وتوجهـات القيادات النقابية، وسلوك الجماهير بشكل عام.
المحافظات ترفع شعار الإضراب والاعتصام ولا صوت يعلو فوق صوت الاعتصامات والإصلاحات، والوسيلة إغلاق الطـرق طلباً للعلاوات والحوافز، وزيادة الرواتب، والاحتجاج على فساد الشركات وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب، والتصدي للفساد، وتثبيت العمالة المؤقتة (عمال المياومة).
لولا أن المقال منشور في (الأهرام) المصرية بقلم باحث ومفكر مصري معروف لقلنا أنه لا يتحدث عن مصر فقط بل عن جميع البلدان العربية التي التحقت بالربيع العربي، فما يقوله عن مصر هو ما نراه يومياً في بلدنا.
في المرحلة الأولى يكـون الربيع موجهاً ضد النظام، وهذا مجرد بداية، فالهدف النهائي والنتيجة المنطقية هي الانهيار الاجتماعي وإسقاط وتفكيك الدولة بجميع مؤسساتها، وانتشار الفوضى وقطع الطرق.
الحل في رأي الكاتب سن تشريع على وجه السرعة يقرر المحاكمات الجنائية العاجلة لمن يقطع الطرق ويسد الشوارع والميادين العامة ويعطل مصالح الناس، أما ترك الحبل على الغارب فيؤدي إلى سقوط الدولة، ووقوعها في أيدي مجموعات من البلطجية الذين يمارسون إرهاب المجتمع حتى لو لبسوا رداء الثوار ورفعوا شعارات تتعلق بحقوقهم المهضومة.
ليس منطقياً أن يعتصم موظفون رسميون مطالبين بالمزيد من العلاوات لمجرد أن فئة أخرى من الموظفين تتقاضى علاوات عالية ويجب أن تتساوى معها. ومن الخطأ الاعتقاد بأن كل اعتصام يجب أن ينتهي برضوخ الحكومة والإذعان للمطالب. أما الخطأ الأكبر فهو اعتبار هذه الاعتصامات، بما فيها قطع الطرق، تعبيراً عن الرأي، مع أنها من أعمال البلطجة التي يجب أن تفرض عليها هيبة القانون؟.
مصر دولة كبرى راسخة عمرها سبعة آلاف سنة، ولا تستطيع أية قوة طامعة أن تبلعها، ومع ذلك تتعرض لخطر الانهيار في ظل الإنفلات الامني والفوضى الخلاقة، فما بالك بدولة صغيرة وحديثة ومعرضة لمطامع تستهدف وجودها !
( الرأي )