الرهان على ذاكرة ممحية وعقل متخلف !

لا يكفي ان تندد حماس والاخوان المسلمون بقصف مخيم اليرموك في دمشق، وان تتخذ مواقف متشددة في العداء للنظام السوري، ذلك ان حماس والاخوان ليسوا هواة سياسة حين كانوا متحالفين مع النظام، ومتحالفين مع حلفاء النظام في طهران، وكانوا على استعداد لتخوين نظامنا السياسي، وهم الذين كانوا نواباً ووزراء فيه، والقيام بزياراتهم الاستعراضية لدمشق، وتدمى اياديهم من التصفيق لبشار الأسد وهو يتحدث عن الرجال واشباه الرجال، ويخونون سلطتهم الفلسطينية وكانوا مجلس وزرائها، استرضاء لرضى آيات الله في طهران وتقبيل اياديهم «الطاهرة» التي تفتك بالعراقيين، وتتآمر على اللبنانيين وتستنزف نضال الفلسطينيين وعذاباتهم في دعاياتهم الرخيصة.
التنديد بنظام الطغاة, وقصف مدافعهم لمخيم اللاجئين الفلسطينيين لا يكفي. فعلى الاخوان المسلمين هنا, وحماس في غزة او في الدوحة, ان يمارسوا النقد الذاتي كمؤسسات سياسية وان يعتذروا لشعوبهم في سوريا, وفي فلسطين والاردن. فماذا لو كانوا هنا اكثرية نيابية وشكلوا الوزارة ايام السحجة في دمشق؟؟ اما كانوا يجروّن بلداً كريماً كالاردن الى مسرح الطغاة الذين نعرف جميعاً سطوهم على لبنان, وتحريض اللبنانيين على بعض, ونعرف تحالفهم مع آيات الله ضد اخوانهم في البعث العراقي. والاخوان المسلمون يخربون وجه بلدهم بالكلام عن المخابرات الاميركية المعشعشة في البلد, وكانت هذه المخابرات متحالفة مع مخابرات النظام في دمشق ايام الهجمة الصليبية لجورج بوش.. ففي دمشق كانت اكثر من محطة لاستجواب ما يسمى بالارهابيين على اعتبار انهم اقدر من المخابرات الاميركية في وسائل التعذيب، وقد فضح شباب سوريون يحملون الجنسية الكندية القصة كلها وفي محاكم تورنتو!!.
لم تعتبر احزابنا العربية في عدائها وتحالفاتها مبدأ النقد الذاتي، والاعتذار للشعوب التي يدّعون النطق باسمها، لكننا نطالب الاحزاب التي صدّعت رؤوسنا بالديمقراطية والاصلاح وقوانين الانتخاب والاحزاب، ان تمارس وهي فروع من انظمة ديكتاتورية وانظمة سقطت عالمياً، وتمثل مقاومات ألقت السلاح وانتقلت الى النضال الكلامي.. نطالبها بأن لا تبقى تراهن على الذاكرة الشعبية للاردنيين وعلى فرضية تخلف العقل العربي!!
( الرأي )