تكسير كلام الطراونة وارد

تصريحات رئيس الوزراء فايز الطراونة حول الانتخابات والقانون ليست كلاماً مقدساً، فكلنا يعلم أن "الأزعم" من الطراونة في موضوع الولاية العامة تم الاستدراك عليه وتكسير كلامه.
الطراونة يتحدى الشعب بطريقة استفزازية رعناء، لا تقدر دقة الظرف وطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد، فبدل أن يكون رئيس الحكومة خادماً للشعب نراه اليوم "مستطقعاً" له.
طبعاً الرهان على القصر ما زال فاعلاً، فإذا ما استشعر الملك خطورة مغامرة الطراونة التي يصر من خلالها على الذهاب إلى انتخابات تخلو من الجمهور ومن اللاعبين، فإنه ربما لن يعبأ بما يصرح به الطراونة، ويزعم أنه ماضٍ به.
مشكلة الطراونة التي لا يفهمها أن خصمه في موضوع الانتخابات ليس فقط الإسلاميين، ومن هنا قد لا تصلح كل الأدوات التحريضية التي يستخدمها حتى الآن.
المقاطعة يا دولة الرئيس أكبر مما تظن ومما تتوهم؛ فالمدن الكبرى التي يظلمها القانون لن تشارك، والشخصيات القريبة من النظام التي فهمت خطورة المشهد أكثر لن تشارك أيضاً.
حتى المحافظات وقواعد الدعم المحسوبة على النظام التي تراهن حكومة الطراونة على تجييشها، حتى هذه ستجد منها كماً لا يروق لك من المقاطعة.
أما الاعتماد على استدراج القوى اليسارية والقومية نحو المشاركة، فهذه القوى لا تشكل رقماً مجرداً مقنعاً، كما أنها قد لا تشارك لتتجنب سقوطاً شعبياً آخر.
ما يؤلمنا أن حكومتنا تصارع المجتمع "وتكولس" عليه، ذلك كله في التوقيت الخطأ، فجبهتنا الشمالية مشتعلة، والأولى أن يفكر الطراونة برفع منسوب التوافق لا التحايل عليه.
لا أدري -وأقولها بصدق- ما هو حجم التنسيق والتوافق بين الحكومة والقصر على هذا السلوك المربك والمزعج، لكن ما أتمناه أن تكون الحكومة مغردة فيه لوحدها عندها يسهل الاستدراك ويبقى أمل الحل.
ويبقى السؤال حول مبرر هذا "الاستطقاع" الحكومي للرأي العام: أهو غرور وثقة نابع من الموقف الامريكي الأخير الداعم لأي صيغة رسمية، والمطعّم بملياري صندوق النقد؟
المشهد مزعج، والحكومة التي تديره مزعجة واستفزازية، ويبقى الأمل معلقا باستخدام العقل وتفعيله؛ ليكون حلاً لكل المعضلات التي نراها تتراكم. ( السبيل )