توضيح حول مرسي

قبل ان يجف حبر مقال يهاجمني بسبب ما كتبته تحت عنوان (عشم الغنم في الذيب) وذلك بعد انتخاب مرسي رئيسا لمصر بفارق ضئيل عن مرشح فلول الطاغية،مبارك.. بثت فضائية الحوار المصرية لقاء مطولا مع مرسي قال فيه بالحرف الواحد:
ان إسرائيل هي التي تنتهك اتفاقيات كامب ديفيد وليس الجانب المصري.
وسبق لي ان سمعت كلاما مشابها لمرسي قبل سنوات عديدة .فأثناء إقامتي في القاهرة لإعداد رسالة الدكتوراه حول هيكل طلب مني الأستاذ الدكتور الصديق احمد عبد الحليم عطيه أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة المشاركة في مؤتمر مشترك بين جامعة القاهرة وبين جامعة الزقازيق وكان مكرسا للمفكر مجاهد عبد المنعم الذي اشتغل كثيرا على الوجودية ومدارسها عند سارتر وهايدغر ومارسيل وغيرهم..
وقد رافقنا في رحلتنا من القاهرة الى الزقازيق ابني فراس الذي كان يدرس في أكاديمية رأفت الميهي للإخراج والفنون السينمائية.
بعد انتهاء المؤتمر جرى حوار مطول مع عدد من أساتذة الزقازيق حيث عرفونا على رئيس لجنة فلسطين في الجامعة وهو الدكتور المهندس محمد مرسي الذي تبين انه يعرف الأردن جيدا، خاصة مناخات نقابة المهندسين ودور الإسلاميين فيها، وكان من الواضح أيضا ان للرجل حضوره المؤثر في أوساط الطلبة والأساتذة معا ،خاصة انه من أبناء هذه المحافظة.
بيد ان من المهم في كل ذلك تمييزه بين تشخيصه لاتفاقيات كامب ديفيد وهجومه عليها، وبين التعاطي معها باعتبارها شأنا عاما يهم كل المصريين وليس الحركة الإسلامية وحدها، مما ذكرني بنائب سابق عن مخيم البقعة هاجم اتفاقية وادي عربة هجوما عنيفا لكنه عند التصويت لم يعارض الاتفاقية.
وكنت قبلها بأيام، قبل مؤتمر الزقازيق، قد اطلق على دراسة أمريكية من إعداد نوح فيلدمان تدعو للتفاهم مع الإسلاميين منوهة باقتراحات للشيخ الشهيد ياسين وابن باز تدعو لاستبدال اتفاقيات التسوية بهدنة طويلة تسمح بتبديد المخاوف الأمريكية من موقف الحركة الإسلامية من الكيان الصهيوني..
في ضوء هذه الخلفية كتبت ما كتبت بعد انتخاب مرسي رئيسا.
( العرب اليوم )