مخيم الزعتري.. بديل الوطن المغبر لمن فروا من سوريا
المدينة نيوز - علت عبارات مثل "إلى الجحيم.. روسيا.. إيران.. الصين.. حزب اللات، سيأتي الاثنين الذي يكون به القصاص والحساب، دماء شهدائنا لن ولم ولا تذهب مع الرياح،" واجهات الخيم المنصوبة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، مختزلة ما يصفه السكان "بالمعاناة الإنسانية، وسط البعد عن الوطن."
ومن يسمع قصص اللاجئين في المخيم، يستحضر بعضا من مشاهد مخيمات اللجوء الفلسطينية، حيث الازدحام على مصادر المياه، والتجمهر عند عربات الأطعمة، والغبار الكثيف المتطاير، الذي يعد الأكثر صعوبة لدى اللاجئين بحسب عائلة أبو أحمد القادمة من بلدة درعا السورية.
ويقول أبو أحمد الذي تتكون عائلته من أربعة أطفال إنهم هربوا من "ويلات السكاكين والقتل إلى الغبار والمعاناة والعزلة،" وإنهم لم يتوقعوا أن يجدوا أنفسهم "مقطوعين عن العالم الخارجي رغم الأمان."
ودخلت عائلة أبو أحمد الدرعاوي الأراضي الأردنية، مع 1750 لاجىء آخر يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي، عبر منطقة تل الشهاب بمساعدة الجيش الحر، لينتقلوا بعدها مباشرة للإقامة في المخيم.
ورغم "توفر الخدمات في المخيم،" إلا أنه اعتبر أن "سوء الإدارة وضعف التنظيم إضافة إلى الغبار الكثيف الذي يلف المنطقة، من أسوأ الأوضاع التي يعاني منها سكان المخيم،" ما دفع البعض للتفكير بتشكيل "لجان شعبية" داخل المخيم، وهي فكرة لم تنجح حتى الآن.
ويطالب أبو أحمد الجهات المعنية بالسماح للجان الشعبية بتولي بعض الإجراءات التنظيمية بمساعدة الهيئة الخيرية الهاشمية، مشيرا إلى أن "من لا يخرج من خيمته لا يتمكن من الحصول على الخدمة."
وأضاف "هناك العشرات من الأرامل من نساء الشهداء لا يخرجن من الخيم للحصول على المياه أو الطعام.. وهناك سوء تنظيم في توزيع مياه الشرب كما أننا جئنا بملابسنا وبعض أطفال المخيم ما يزالون حفاة."
وقال أبو أحمد مخاطبا الجهات المعنية المشرفة على المخيم إن "الشعب السوري شعب حر ومش جوعان،" مضيفا: "لولا إيران والصين وروسيا لسقط (الرئيس السوري) بشار (الأسد) وهو بالنهاية سيسقط."
ولم يزود المخيم بالكهرباء منذ افتتاحه، إلا أن الجهات المشرفة عليه أشارت إلى أنها بصدد تمديد خطوط الكهرباء، إضافة الى حل بعض المشكلات الرئيسية من بينها الغبار والأتربة، فيما من المقرر ان يتم إنشاء وحدة صحية جديدة تبرعت بها الخدمات الطبية الملكية المغربية.
من جهته، قال أمين العام الهيئة الخيرية الهاشمية المشرفة على المخيم بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أيمن المفلح، إن العمل جار على استبدال الخيم في المخيم "بعربات أو كرفانات" لحل مشكلة الغبار.
وأشار المفلح إلى أن العديد من المشاكل تواجه الجهات المشرفة على المخيم، وأنها بصدد إيجاد حلول لها.
وفيما بين المفلح انه تم نقل 2200 لاجئ للمخيم منذ افتتاحه، أكد أن عملية استبدال الخيم بالكرفانات تأتي لتحسين أوضاع اللاجئين وان عدد الكرفانات التي سيتم تزويد المخيم بها يعتمد على حجم المساعدات والتبرعات من الخارج، لافتا إلى أنه سيصار الى إقامة 3 كرفانات أولى للحالات المرضية الصعبة.
أما على مستوى الخدمات الأخرى، أكد المفلح أن مولدات الكهرباء باتت جاهزة وان إنارة المخيم ستتم خلال الساعات القليلة المقبلة، فيما أكد وصول مستشفى ميداني الأحد إلى المملكة، ليتم إنشاؤه بشكل دائم في المخيم، وهو تبرع من الخدمات الطبية الملكية المغربية وبإشرافها.
وفيما لفت المفلح إلى أن الهيئة والمفوضية تسعيان إلى تأمين 80 كرفانا للمخيم، أشار الى أن منطقة رباع السرحان التي جرى الحديث عنها في وقت سابق لمخيم للاجئين، من المتوقع ان يتم تخصيصها للاجئين الاجانب القادمين من سوريا.
وتم افتتاح مخيم اللاجئين في محافظة المفرق (شمال شرق العاصمة عمان) في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، فيما تستمر عمليات دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة والذين تجاوزت أعدادهم 142 ألفا.
ويمتد المخيم الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 113 ألف لاجئ على مساحة نحو 7 آلاف دونم (الدونم ألف متر مربع)، موزعة على أربعة من قطع الأراضي اثنتين منها تتبعان للقوات المسلحة الأردنية. ( سي ان ان )