القبول في الجامعات

من يُعوّض طلابنا عن مقاعد الجامعات المصرية والسورية واليمنية ؟
قلق جديد يسود أوساط الاسر الاردنية يتمثل في هاجس تأمين مقعد جامعي للطلاب والطالبات الذين اجتازوا الدورة الصيفية في امتحان الثانوية العامة والذين يزيد عددهم على 55 الف طالب وطالبة يضاف اليهم اكثر من 18 الفا هم وجبة الناجحين في الدورة الشتوية.
والقضية بكل بساطة يحكمها العرض والطلب، عَرْضٌ يتمثل بقدرة الجامعات الرسمية والخاصة على توفير مقاعد دراسية للطلاب وطَلَبٌ من الناجحين وذويهم على التعليم، والفرق بينهما يمثل النقطة الحرجة التي يجب على مؤسسات الدولة ان تفكر بها.
خطوة جديرة بالاحترام تلك التي أعلن عنها الديوان الملكي بتحديد معايير وأسس معلنة وواضحة للتنافس على منح المكرمة الملكية والغاء المقاعد وجعل التنافس في الفصل الثاني للمقبولين على قائمة القبول الموحد فقط، لكن هذا لا يكفي فهناك طَلَبٌ كبير والعَرْض قليل.
ويجب على الدولة ان تفكر بمصير طلبتنا، فقد كنا قبل عامين في بحبوحة، حيث الطالب الذي لم يستطع تحصيل مقعد جامعي خاصة لدراسة الطب او الهندسة بسبب تدني معدله عن النسبة المطلوبة لقلة المعروض من المقاعد كان يلجأ الى البديل في مصر وسورية ولبنان واليمن، وهي وجهات اصبحت الآن مغلقة او لم تعد جاذبة نتيجة العديد من الاسباب، فمن سيعوض هؤلاء الطلاب وإلى أين سيذهبون؟
الحل طبعا بتوسيع قدرة استيعاب الجامعات الاردنية الرسمية والخاصة بطريقة علمية مدروسة لا تؤثر على نوعية الخريجين بل تتشدد في ذلك حتى تبقى جامعاتنا منارات علم، وهذا يحتاج الى عمل سريع بتوفير عرض جيد للطلاب خاصة الذين يرغبون بدراسة الطب وتخفيض معدلات القبول.
وقد استمعنا إلى تصريح وزير التعليم العالي د. وجيه عويس في منتصف حزيران الماضي ووعده بتخصيص 10 مقاعد لدراسة الطب لاوائل كل محافظة ما عدا عمان والزرقاء وذلك لاسباب لها علاقة بتنمية وتطوير بيئات الاطراف.
وقد حفز هذا التصريح طلابنا وطالباتنا على التنافس على قائمة اوائل المحافظة، ولغاية الآن لم نر إعادة تأكيد أو اعلان تخصيص المقاعد العشرة، فهل المقاعد العشرة اصبحت متاحة لاوائل المحافظة؟
وتبقى قضية التعليم الموازي وتكلفتها العالية على الاردنيين وقد اعترف معالي الوزير انها "تخريجة حكومة" بعد أن عجزت الدولة منذ سنوات عن دعم الجامعات، والمطلوب اليوم ان لا يضطر الطالب الذي معدله 96 %الى الدراسة الموازية، بل يجب ان يؤمَّن له مقعد ولكثيرين مثله او حتى اقل منه بدرحة او درجتين. أما الخوف على نوعية التعليم في كليات الطب والهندسة، فإن عملية الانتقاء الطبيعي هي السائدة وان البقاء للطالب المجتهد.
لا اعتقد ان هناك امنية لدى اولياء امور الطلاب اكثر من تأمين مقعد جامعي في احدى الجامعات الرسمية لفلذات اكبادهم بأي طريقة كانت، فهذا الهم اصبح حلما كبيرا لدى الاردنيين، لانه يريحهم ماليا ومعنويا، ويقدم لهم خدمة كبيرة في اكبر استثمار في حياتهم وهم البنون، وهذا واجب الدولة تجاه مواطنيها . ( العرب اليوم )