مخططات "الأنروا" ضد تعليم اللاجئين !

تلوح هذه الأيام بوادر أزمة جديدة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين واتحاد العمال فيها من مختلف القطاعات، على خلفية المخططات التي تعمل على تنفيذها اعتبارا من مطلع العام الدراسي المقبل لتقليص خدمات التعليم في مناطق عملياتها الخمس التي يزيد عدد اللاجئين فيها على خمسة ملايين بمن في ذلك المقيمون في الأردن، بعد ان تواصلت اجراءاتها لتخفيض الخدمات الاخرى من خلال الأعوام الماضية بحجة عدم وجود التمويل اللازم لبرامجها ونشاطاتها، وكأن اللاجئين هم المسؤولون عن توفير الدعم لها عوضا عن الأمم المتحدة وغيرها من الدول المانحة التي تحاول التخلص من مسؤولياتها تجاههم ليواجهوا مصيرهم بلا عون أو مساندة ! .
اتحاد العاملين في وكالة الغوث الدولية "الانروا" اصدر بيانا صريحا كشف فيه عن ان هذه الهيئة الدولية تعمل على تنفيذ مخطط لإلغاء ما يزيد على أربعمئة وظيفة معلم ومعلمة في المدارس التابعة لها التي تشمل كلا من الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وسورية ولبنان كمرحلة اولى، بهدف زيادة عدد الطلبة في الشعبة الواحدة، مما يؤدي الى الاستغناء عن العديد من المعلمين والمعلمات والمدراء والمساعدين وحتى الإداريين والاذنة لتحصل على وفر مالي اكثر من الرواتب على حساب حق ابناء اللاجئين في التعليم ! .
يبدو ان محاولات وكالة الغوث والجهات التي تقف وراءها مستمرة في التهرب من واجباتها نحو اللاجئين الفلسطينيين لخدمة الأهداف الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية، لانها ما ان تنتهي من أزمة حتى تباشر بخلق أزمات غيرها لابقاء الاوضاع متوترة من اجل افساح المجال امام التداخلات الدولية لتنفيذ مؤامراتها تجاه ضحايا النكبة عام 1948م وحق هؤلاء بالعودة وتقرير المصير الذي نصت عليه القرارات الدولية التي ما زالت حبرا على ورق على مدار عشرات السنين، وكان آخرها النزاع الذي نشب بين ادارتها العامة والعاملين لديها خلال شهر حزيران الماضي وشهد اضرابا عن العمل في مختلف القطاعات التعليمية والصحية الى ان تم التوصل الى اتفاق جزئي لا يلبي كافة المطالب!
تحسبا للتطورات اللاحقة التي تعتزمها وكالة الغوث لتقليص الخدمات التعليمية اعلن مؤتمر العاملين فيها عن الدخول مجددا في حالة نزاع لمواجهة مخططاتها الجديدة، عن طريق التحضير لاضراب جزئي في مناطق عمل "الانروا" الخمس يتم خلاله التوقف عن العمل لمدة ساعة واحدة يوم الاثنين الواقع في الأول من أيلول المقبل، كذلك التوقف عن العمل لمدة ساعتين في الثالث عشر منه وأيضا ثلاث ساعات في السابع عشر منه، مع الابقاء على باب الحوار مفتوحا مع الإدارة العامة للاستجابة لهذه المطالب وإلا يجري استكمال الاجراءات التصعيدية ! .
لا تتوقف الخلافات والإشكالات بين وكالة الغوث الدولية "الانروا" واتحاد العاملين فيها على مخطط استهداف التعليم القادم، وانما تشمل ايضا المطالبة بتمديد سن التقاعد الى اثنين وستين عاما وزيادة مساهمتها في صندوق التوفير بنسبة 15.8% ابتداء من مطلع العام المقبل 2013م وفتح الدرجات الوظيفية وتوحيد المتشابه منها في كافة الأقاليم، مما يعني ان الأزمة المقبلة مرشحة للمزيد من التصاعد اذا لم تجد حوارا جادا ومسؤولا من قبل الادارة العامة، التي يفترض فيها ان تتجاوب مع المطالب المشروعة الرامية الى الحفاظ على سوية الخدمات التي تقدمها للاجئين وفي مقدمتها التعليم ومراعاة حقوق العاملين فيها على اختلاف قطاعاتهم ! ( العرب اليوم )