مصير الأردن والرؤوس الحامية

ابتداء وعبر توفير الظروف الملائمة محليا واقليميا ودولي، انا مع اقامة اتحادات او فدراليات للأقاليم العربية التاريخية، من وادي الرافدين (العراق وبلدان خليجية) الى وادي النيل (مصر والسودان) الى سورية التاريخية (سورية الحالية والأردن وفلسطين ولبنان) الى المغرب الكبير واليمن الكبير والصومال التاريخي (الصومال + اجزاء من كينيا وجيبوتي) وسلطنة عُمان الكبرى..
بعد ذلك، اذكر الجميع بالثمن الفادح الذي ارادت الرؤوس الحامية تحميله للأردن في الأزمة السورية 1983 وبعد دخول العراق الى الكويت 1990.
فبعد نجاح هذه الرؤوس بالضغط على الحكم والسماح لجماعات إسلامية معروفة بالتورط في الأزمة السورية لصرف دمشق عن تداعيات وأهداف العدوان الصهيوني عام 1982 وهي تمرير مشروع الرئيس الأمريكي، ريغان، كان الأردن يدفع ثمن ذلك وحيدا بعد انتهاء الأزمة السورية المسلحة لصالح النظام في دمشق، ولولا المراجعة الذكية للحكم آنذاك لبقيت الحدود والمؤانى السورية مغلقة أمام الاقتصاد الأردني، ولكان لتداعيات الانتفاضة الفلسطينية الأولى نتائج اخرى..
وقد تكرر الأمر ثانية عندما نجحت الرؤوس الحامية في مسعاها بعد دخول العراق الى الكويت 1990، وتشكيل هذه الرؤوس فريقا ضاغطا عبر المقالات ووسائل الإعلام والسياسة أيضا، وفيما كان قناعها في الأزمة السورية مساعدة الشعب السوري، كان قناعها العروبة والقومية الطارئة عليها في المرة الثانية ومتى، في ظروف إقليمية ودولية غير مناسبة، وفي مناخات مدريد وتهيئة المنطقة لاتفاقيات اسوأ من كامب ديفيد واسوأ من مشروع ريغان.. فكانت النتيجة، تهجير مئات الآلاف من الأردنيين من اصل فلسطيني من الكويت وحرمانهم من فرص عمل وحياة كريمة واستنزاف مدخراتهم بعد هذا التهجير، والاهم من ذلك تبديد كل مكاسب هبة نيسان الشعبية 1989 والتراجع عنها وانخراط الأردن في اتفاقية وادي عربة بعد اتفاقية اوسلو استكمالا لها او خوفا منها..
اليوم وبالرغم من الدروس القاسية التي تسببت فيها الرؤوس الحامية في الأزمة السورية 1983 والعراقية - الكويتية 1990 تعاود هذه الرؤوس لعبتها نفسها باسم التضامن مع الشعب السوري..
لن نسأل عن التاريخ السياسي لاحد، بل نذكر الجميع بالخلفيات العامة للتجارب السابقة المذكورة وما تحمله من حسابات اقليمية ودولية، وهل الديمقراطية في سورية هي ما يشغل القوى الدولية والاقليمية المتورطة والفاعلة (الامريكان وفرنسا وبريطانيا والرجعية والتكفيريون) ام ماذا.. واين مصلحة الأردن، في الحياد تجنبا لتداعيات التجارب السابقة ام دمجه في الحريق السوري مقدمة لسيناريوهات صهيونية معلنه في مؤتمر هرتزليا الأخير..
( العرب اليوم )