كلام دافئ في موقف بالغ الخطورة!
تم نشره الخميس 09 آب / أغسطس 2012 03:45 مساءً

طارق مصاروة
فيما يحاول المتدخلون في الحرب السورية ابتزاز الكارثة في الصراعات الإقليمية والدولية، نسمع من جلالة الملك حديثاً يدفئ قلوب السوريين كما يدفئ قلوبنا في أكبر مراكز الإعلام العالمية:
- فهو يضعنا أمام أرقام النزف البشري السوري فهناك 145 ألف لاجئ سوري، بعضهم في مدى الاستيعاب الداخلي، وبعضهم في مخيمات على الحدود.
- وهناك 30 ألف سوري يعالجون في مرافقنا الطبية، ولدينا 25 ألف طفل تحت سن 5 سنوات و8000 طالب على مقاعد الدراسة.
- وهناك الرقم الأكثر إثارة: حوالي نصف مليون سوري وسورية متزوجون من أردنيين، وهؤلاء يشعرون «بارتياح أكثر عندما يلتقون هنا»!
هذا الدفء العاطفي لا علاقة له بمبعوثي إيران إلى لبنان وسوريا، ولا إلى زيارة الوزيرة الأميركية لتركيا، ولا إلى حجم المعونات المالية والتسليحية التي تنصب على قوى الصراع في سوريا، فنحن قلنا إننا لسنا طرفاً في هذه الحرب الأهلية وأننا نشجب استمرار عهد الطغيان وحكم الطائفة لأننا مع الشعب السوري، وفي الوقت الذي نستوعب فيه كارثة اللجوء السوري وشعبنا يضم ملايين اللاجئين، نعرف أن المجتمع الدولي معنا.. ويعيننا، فالسعوديون والإماراتيون ودول الخليج يقدمون ما يعتقدون أن اللاجئ بحاجة إليه، والمغرب، وفرنسا، وإسبانيا تقدم، وتبقى الكارثة مستمرة خاصة بعد أن أصبحت بعيدة عن حل سياسي متوازن يحفظ للشعب الشقيق وحدته وإنجازاته وجيشه.
الذين لم يفهموا الآن أو في أي وقت طبيعة الموقف الأردني يروجون بأن الأردن متخوّف من امتداد الاضطراب السوري إليه، ولذلك يأخذ الموقف الوسط، وهذا سخف. فالاضطراب السوري غير قابل لقطع الحدود مع الأردن لأن عناصر الصراع ذاته غير موجودة. ثم أن الأردن لا يخاف أحداً. وليس سراً أن قوة غلاّبة من جيشنا تنتشر على الحدود الشمالية، وهي قادرة على معالجة كل ما يخطر على بال الذين يهددون بـ»تفجير المنطقة» ونظامنا السياسي لم يقبل أي نمط من الهيمنة على سلوكنا العربي. وقد اتخذنا مواقف أثارت علينا قوى كبرى، وقوى إقليمية كثيرة، ودفعنا الثمن ويعرف الذين يحاولون تصغير الحجم الأردني على الخارطة أننا لسنا، في قوتنا، بالتواضع الذي يحكم أخلاقياتنا السياسية! ( الرأي )
- فهو يضعنا أمام أرقام النزف البشري السوري فهناك 145 ألف لاجئ سوري، بعضهم في مدى الاستيعاب الداخلي، وبعضهم في مخيمات على الحدود.
- وهناك 30 ألف سوري يعالجون في مرافقنا الطبية، ولدينا 25 ألف طفل تحت سن 5 سنوات و8000 طالب على مقاعد الدراسة.
- وهناك الرقم الأكثر إثارة: حوالي نصف مليون سوري وسورية متزوجون من أردنيين، وهؤلاء يشعرون «بارتياح أكثر عندما يلتقون هنا»!
هذا الدفء العاطفي لا علاقة له بمبعوثي إيران إلى لبنان وسوريا، ولا إلى زيارة الوزيرة الأميركية لتركيا، ولا إلى حجم المعونات المالية والتسليحية التي تنصب على قوى الصراع في سوريا، فنحن قلنا إننا لسنا طرفاً في هذه الحرب الأهلية وأننا نشجب استمرار عهد الطغيان وحكم الطائفة لأننا مع الشعب السوري، وفي الوقت الذي نستوعب فيه كارثة اللجوء السوري وشعبنا يضم ملايين اللاجئين، نعرف أن المجتمع الدولي معنا.. ويعيننا، فالسعوديون والإماراتيون ودول الخليج يقدمون ما يعتقدون أن اللاجئ بحاجة إليه، والمغرب، وفرنسا، وإسبانيا تقدم، وتبقى الكارثة مستمرة خاصة بعد أن أصبحت بعيدة عن حل سياسي متوازن يحفظ للشعب الشقيق وحدته وإنجازاته وجيشه.
الذين لم يفهموا الآن أو في أي وقت طبيعة الموقف الأردني يروجون بأن الأردن متخوّف من امتداد الاضطراب السوري إليه، ولذلك يأخذ الموقف الوسط، وهذا سخف. فالاضطراب السوري غير قابل لقطع الحدود مع الأردن لأن عناصر الصراع ذاته غير موجودة. ثم أن الأردن لا يخاف أحداً. وليس سراً أن قوة غلاّبة من جيشنا تنتشر على الحدود الشمالية، وهي قادرة على معالجة كل ما يخطر على بال الذين يهددون بـ»تفجير المنطقة» ونظامنا السياسي لم يقبل أي نمط من الهيمنة على سلوكنا العربي. وقد اتخذنا مواقف أثارت علينا قوى كبرى، وقوى إقليمية كثيرة، ودفعنا الثمن ويعرف الذين يحاولون تصغير الحجم الأردني على الخارطة أننا لسنا، في قوتنا، بالتواضع الذي يحكم أخلاقياتنا السياسية! ( الرأي )