تفانين الهاتف الخلوي!

البنت المسكينة السيرلانكية، تشترك في الهاتف الخلوي لأنها تجري اتصالاً أو اتصالين بعائلتها. لكن مخدومتها الأردنية تشتري لها ما هو معروف بالتعبئة! ولأن المسكينة لا تعرف لغتنا ولا أي لغة فإنها تطلب دائماً تعبئة جديدة.. الأمر الذي يثير الاستغراب، فقد طارت في أسبوع واحد ثمانية دنانير. وحين اتصلت مخدومتها بما يسمى بخدمة الزبائن لتوضيح معنى هذا الاستهلاك غير العادي، اكتشفت أن هناك شيئاً اسمه خدمات الزبائن!! ومن هذه الخدمات (واسمها مجانية) الاشتراك في خدمة «طبيب الحب»، و»الفيديو المضحك»، و»الكرتون»، و»هل تعلم»، و»النكت»، و»أغني لك» واشتراكها دينار، وقس على ذلك من تفانين الخدمات التي لم يطلبها المشترك، لكنه يدفع ثمنها مرغماً.
ونقول لهيئة الاتصالات، ولوزارة الاتصالات: هذا الابتزاز الرخيص يجب أن يتوقف، فهناك آلاف الرسائل الدعائية التي لا ينطبق عليها ما ينطبق على الإذاعة والتلفزيون والصحف لأن استعمال الهاتف النقال هو استعمال شخصي.
وعلى الرغم من ان الكثير من المشتركين يطالبون بوقف الإعلانات، إلا أن شركات الاتصالات لا تعتقد أن المشترك بهاتف خاص يملك حرية القبول أو الرفض، لأن أموال الناس أصبحت في بلدنا «جورعه» يستطيع نهبها كل من هب ودب.
إن هناك هواتف خلوية أكثر من عدد سكان الأردن وحين كنا نقول إن كلفة الاتصالات من هذا النوع تصل إلى 800 مليون دينار فإننا كنا نتحدث عن السنوات الماضية وليس الآن.
ليربح «المستثمرون» ملايينهم من فقراء الأردن، وليشتروا ويبيعوا بمئات الملايين شركات جاهزة ورابحة، ولكن لكل شيء حدوده فتفريط الحكومات برسوم إنشاء هذه الشركات ينسحب الآن على التفريط بمال المواطن الذي نعترف باتساع دوائر فقره وبطالته.
إننا لا نطالب الحكومة بمنع اشتراك العاطل عن العمل بالهاتف الخلوي أو نطالبها بدخل معين للمشترك أو نطالبها برفع قيمة الضرائب على الهاتف والشركة معاً، ولكننا نطالب باحترام رغبة المشترك في استعمال «الخدمات المجانية»، لهذا النمط من النهب الوقح، لخدمة طبيب الحب وآخر نكتة، والتذكير، وهل تعلم؟.. وهذه الأشكال المنحطة التي تأخذ المواطن البسيط أو الخادمة أو أي أُميّ معها إلى الانحطاط... مع دفع أكلافه!!. ( الرأي )