كفّة الاخوان والكفة الاخرى!

تم نشره الأحد 12 آب / أغسطس 2012 01:46 صباحاً
كفّة الاخوان والكفة الاخرى!
حسين الرواشدة


شهدت الاسابيع الماضية سلسلة من الحوارات واللقاءات بين بعض الشخصيات السياسية وقيادات من الحركة الاسلامية، لكن النتائج على ما يبدو لم تكن مجدية، فالاخوان ما زالوا يصرون على “وصفتهم” للاصلاح، ابتداء من اجراء تعديل على قانون الانتخاب.. الى تعديل على الدستور يضمن تشكيل حكومة برلمانية وحصانة للمجلس النيابي من الحل.. وانتهاء بفتح ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه، اما “الوسطاء” السياسيون فيحاولون تقريب وجهات النظر مع الاسلاميين لدفعهم الى المشاركة في الانتخابات.. وبعدها يمكن الحديث عن المطالب الاخرى تحت قبة البرلمان.. لا في الشارع.

لا اعتقد ان لدى “الاخوان” رغبة في المشاركة، فكل العروض التي قدمت لهم ما تزال في “الهامش”، كما انهم يرون بان الرسمي يريد منهم “المشاركة” لا “الشراكة”، وبالتالي فان حساباتهم السياسية تجعلهم يصرّون اكثر على مواقفهم.. باعتبار ان “الازمة” انتقلت من “بيتهم” للخارج.. وبان “حلها” ليس بيدهم وانما بيد اصحاب القرار.

اختزال “المشكلة” في الاخوان المسلمين فقط ليس صحيحا، فمقاطعة الانتخابات التي يتبناها الاخوان مسألة لا تتعلق بهم فقط، وانما اصبحت جزءا من “المشهد العام” الذي تتوافق عليه اغلبية القوى السياسية والحراكات الشعبية، كما ان “المسيرات” التي نشهدها في الشارع اسبوعيا اصبحت خارج “الاحتكار” الاسلامي، مما يعني اننا امام “جبهة” شعبية تبدو موّحدة، ولا يقل ثقلها في الشارع عن وزن الاخوان، بل ان امتداداتها وشعاراتها وخطر تغلغلها داخل المجتمع تشكل “قوة” ضغط لا يستهان بها، ويفترض ان نتعامل معها كما نتعامل مع الاخوان، اذا اردنا ان نتجاوز مرحلة “استعصاء” الاصلاح نحو مرحلة انتقالية وديمقراطية حقيقية.

صحيح، الاخوان يشكلون “سياسيا” قوّة معتبرة، ولهم حضور في الشارع، ولا يمكن تجاوزهم، ويجب بالتالي “كسبهم” وادماجهم في عملية الاصلاح، لكن ماذا عن “شباب” الحراكات الشعبية، وماذا عن “الاصوات” الاخرى وماذا عن الفئة التي ما تزال صامتة، هل “ارضاء” الاخوان والتفاهم معهم سينهي المشكلة؟

اعتقد أننا نخطئ حين نتصور بأن مشكلة “الاصلاح” هي الإخوان فقط، ونخطئ - ايضا - حين نبالغ في تقدير “خطر” الاسلاميين، ونخطئ - ثالثا - حين نستهين بكل قوى المجتمع، الناطقة والصامتة، ونتجاهل مطالبهم، او حين نوجه حواراتنا ودعواتنا “للاخوان” ونستثنيهم، وكأنهم لا وزن لهم ولا اعتبار.

بوسعنا ان نقرأ تجربة الاردنيين منذ الخمسينيات حتى الان لكي نعرف الدور الذي قام به الاخوان في المراحل المفصلية، وهذا يكفي لكي نطمئن الى “نواياهم” وقدراتهم، وان نقرأ ايضا “دور” القوى الاخرى غير المنظمة، والتحولات التي طرأت على مواقفها الان، لنكتشف ما الذي يفترض ان يوجه بوصلتنا، ولنعرف ما لهذه القوى “الطالعة” من تأثير في مجتمعنا.. ولكي نستدل ايضا خطورة تجاهل هؤلاء.. وتوجيه “الانظار” عنهم نحو جهة واحدة هي “الاسلاميين”. وكأن المعادلة في بلدنا لها طرفان فقط: المجتمع كله في كفة والاخوان في كفة اخرى.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات