كلهم مستفيد!

حين كتبنا ليومين متتاليين عن المستفيد الحقيقي من إرهاب سيناء، قلنا ان المستفيد هو من يريد اشاعة الفوضى الفكرية والسياسية في الوطن كله، ويريد بهذه الفوضى تحويل شعوبنا العربية الى غنم تهش عليها القوى المعادية بالعصا وتقودها الى المسلخ!!
وقتها سألني العزيز نمر الزيناتي لماذا لا تسمي صاحب المصلحة بالاسم؟!
قلت : اصبح من السخف ان نبقى نردد كالببغاوات انها: اميركا واوروبا واسرائيل!! فهناك عرب من اصحاب المصلحة، وهناك مسلمون وهناك اردنيون اذا اردت ان نتحدث عن بلدنا!!
لنأخذ نموذجا. فقد اكتشفت السلطات المصرية من بين الجثث التي تسلمتها من اسرائيل للمجموعة التي قتلت في السيارتين المدرعتين المخطوفتين من قبل الارهابيين.. اكتشفت ان واحدا منها هو من قادة «جيش الاسلام» في غزة، وطلبت من حكومة حماس تسليمها ثلاثة من القادة المقيمين في رفح وهو: ممتاز دغمش، واثنين من مساعديه احدهما من اصول يمنية.
ومثل كل وسائلنا الالتفافية، فلم تؤكد حماس او تنفي صحة الخبر، وقال القيادي محمود الزهار ان مصر «استفسرت» عن اسماء ناشطين في غزة، لكنه لم يعلن من هم، ولم يقل انهم مطلوبون للتحقيق، ثم ختم صلاح البردويل القصة بنفي ان تكون مصر استفسرت او طلبت تسليمها اشخاصاً في غزة!!.
وبالنهاية فقد تقرر عدم تسليم دغمش او احداً من مساعديه، لأنه اوقف معظم نشاطاته داخل وخارج القطاع، ولا يوجد ما يؤشر ارتباطه بالهجوم على القوات المصرية في رفح!!.
والحقيقة ان حالة الفوضى الفكرية والسياسية موجودة ايضاً في مصر، فقد انصب الاتهام من اليوم الاول على الفعاليات السياسية والمسلحة في قطاع غزة، ثم قيل ان المخابرات الاسرائيلية كانت على علم مسبق بالاعداد لهذا الهجوم وانها ابلغت المصريين به، ولاننا نتحدث عن المستفيد من الفوضى فان التهمة الصقت بالمخابرات المصرية التي لم تأخذ معلومات الاسرائيليين مأخذ الجد، او محافظ شمال سيناء، فكان قرار الرئيس مرسي باحالة مدير المخابرات على التقاعد وعزل المحافظ وامتدت الموجة لتطال مساعدي وزير الداخلية في القاهرة!!.
حالة الفوضى الفكرية والسياسية التي تعصف بكل شيء في الوطن العربي، لن يوقفها رئيس مصر او اخوان مصر او الأسد او المالكي او أي نظام سياسي عربي طالما انه مستفيد منها، وطبعاً لا مصلحة للولايات المتحدة واوروبا واسرائيل وايران وتركيا وقفها لأنها تتعامل مع الغنم، وكذلك حكام عرب على جانبي الخطر!!
( الراي )