كلام بالسوري الفصيح
هل انتهى زمن الحل السلمي في سورية؟ حتى اكثر المتفائلين في هذا الخيار يتلعثمون حين يتحدثون عنه في وقت لا يجد فيه من يدعمون «فصائل في الثورة السورية وقتا الا لضخ السلاح وهو ما يبتسم له النظام ويتمناه اذ ان اختبار القوة هو ما يريده النظام السياسي الذي وجد شبكة أمان دولية واقليمية لم يجدها أي نظام عربي تعرض لهبوب رياح الربيع العربي.
هناك حديث شعبوي عن ثورة سنية ضد نظام علوي وكأننا نستعيد فصول داحس والغبراء ... اذن وماذا عن جموع السكان العلويين عندما تضع «الحرب المقدسة « اوزارها هل يجري اعدامهم جماعيا لكي نقول ان اهل السنة والجماعة قد استكملوا ثورة سورية السنية؟
الاستخبارات التركية وضعت رهانها على «جيش حر» محدد قوامه ثوار الاخوان ومن يريد شكلا اخوانيا لسورية الجديدة ، والخليج وضع صلده على «جيش حر» اخر من بقايا السلفية الجهادية وشبان متدينين ليسوا على وفاق مع الاخوان يريدون «سورية نفطية» ، والولايات المتحدة لا تريد سوى طرد الروس من طرطوس واعادتهم الى البحور المتجمدة وكسر حزب الله لانهاء تهديد اسرائيل من الشمال ويبدو ان قلة من أصدقاء سورية النظام وسورية الشعب يعتصمون بمعاناة الشعب السوري الذي تختبر كرامته صباح مساء.
كانت الثورة سلمية حين كانت في درعا وريف دمشق في الاسابيع الاولى للثورة وكان النظام في غاية الارتباك والحرج ويطلق المبادرة تلو الاخرى لكن طوق النجاة جاء من لدن بعض الثورة عبر العسكرة التي أفضت الى ما أفضت اليه والآن حتى لو وقع النظام فان من يحمل السلاح هو من سيقرر شكل سورية المقبل وبالضرورة لن يكون شعبيا بل سيقدم الفاتورة تلو الاخرى للمستفيدين.
روسيا بالمقابل تريد من سورية مختبراً لاعادة رسم النظام الدولي الجديد لذلك لم تنظر الى الشعب السوري بل نظرت الى النظام بوصفه من سيكون فرس الرهان لهذا الأمر وايران ترى في وقوع النظام في سورية مقدمة موضوعية لانكفاء تاريخي ينهي ثورة الملالي مرة والى الابد.
تحولت ثورة الكرامة من رهان للشعب السوري على حياة ديمقراطية الى رهانات دولية على شكل النظام الدولي وشكل الاقليم وآخر الحسابات شكل النظام السياسي السوري وما اذا كان للسوريين خيار في تشكيله.
يستحق الشعب السوري نظاما ديمقراطيا تعدديا لكن ليس بأسلحة فتاكة فسورية ووحدتها هي الاساس. ( الرأي )
