حماية الحياة الإنسانية على حدودنا؟!

تجد الحكومة أن الأفضل هو نفي أي تقاطع للرصاص على حدودنا الشمالية!!. ليكن ذلك, فليس من صالح أحد أي صدام عسكري أردني – سوري!!. لكن الذي يحدث هو ملاحقة عسكريين سوريين لنساء وأطفال وكبار في السن، يهربون بأرواحهم إلى الأردن، وإطلاق النار عليهم بطريقة همجية تستدعي انقاذ هؤلاء الهاربين المذعورين.. من ملاحقة جنود سوريين نسوا أن هرب المواطن من وطنه لا يحدث لأنهم يتنعمون في هذا الوطن!!.
وإطلاق النار على طفله عمرها خمس سنوات وقتلها على الحدود الأردنية، هي جريمة لا يحتملها عربي يضع العقال على رأسه. فمغادرة الوطن هي عقوبة كافية، ثم أن لجوء مئات آلاف السوريين إلى الأردن وتركيا ولبنان والعراق هو مكسب للحكومة السورية التي لا توفر في هذه الحرب الطعام للناس، فلماذا تطلق النار عليهم؟!. لماذا تريد إعادتهم بالقوة.هل هناك مواطنة بتهديد السلاح وبالقتل والعنف؟!.
لقد كنا نستغرب من المواطن الذي يبلغ به الرعب من طغيان النظام إلى حد التغزل به، وتصنيع المسرحيات، واجتراح الأغاني، واستعراض الدبكات الشعبية في تلميع الطغيان، وسلب الحريات، وإلغاء دور المواطن وحبه لوطنه، وكأن الممانعة والمقاومة تتعارضان مع حرية الإنسان، وكرامته، وتستلزمان خنوعه وركوعه!!.
الأردن ليس جزءاً من هذا الذي يجري في سوريا. ونقول ذلك بكل لغات الأرض، لكن الإعتداء على الحياة الإنسانية على حدودنا فذلك لا نقبله. فنحن معنيون بالحياة الإنسانية وخاصة لمدنيين لا يحملون السلاح!!. ومستعدون لردع القتلة والمجرمين بالقوة التي يعرفون أنها لا تساوم، ولا تهادن.
( الراي )