هل يبلع المصريون الموس أم يكشفون الطابق أخيراً؟

هل يبلع المصريون الموس أم يكشفون الطابق أخيراً؟
سيناء حاضنة للارهاب .. فمن صنع ذلك .. وما حجم المسكوت عنه ؟ وانشقاق حماس بغزة ومحاولة اقامة حكومة مستقلة في امارة اسلامية هو الذي وفّر اعراضا سلبية ستدّفع اطراف عديدة ثمنها .. ولعل ما جرى في سيناء من عملية ارهابية قتل فيها جنود مصريون كشفت عن مساحات من العمل المعقد والمسكوت عنه . فقد تجمعت في سيناء اتجاهات ومنظمات وفصائل متطرفة وجهادية وذات اجندات موجهة استثمرت فيها دوائر عديدة أولها اسرائيل بأجنحتها الأمنية المختلفة .. فالبيئة التي نتجت عن الإنقسام والحصار الظالم لشعب غزه واقتصاد الأنفاق وغياب الرقابة والمعايير الدولية في الإتصال والتواصل . وتوفير حواضن لأطراف عديدة بإسم الاسلام السياسي وبعيدا عن المساءلة شجع مستثمرين عديدين معادين للاسلام والقضية الفلسطينية أن يزرعوا فيها وبإسمها ما يشاؤون لتكون مصر مستهدفة قبل التفكير بمقاومة اسرائيل ..
في غزة وفي سيناء حيث لا تصل الجيوش وحيث الفراغ الذي تديره أجهزة مخابرات جرى وضع كثير من البيض تحت دجاجة حماس التي وفرت بيئة تفقيس حين ظلت تمتنع عن كشف ما يجري وعن تشكيل ووصول فرق وفضائل وملل ونحل متطرفة ولم يجر اختبار هذا البيض الموضوع في حاضنة حماس أو الى جوارها في سيناء وحين كان يفقس كان يكشف عن اتجاهات وتنظيمات جهادية وتكفيرية معادية حتى لحماس نفسها وقد وفدت من كل حدب وصوب بعد أن توفرت لها أسباب وشروط التفقيس ..
ولأن اسرائيل أكثر الجهات قدرة على التحكم في ذلك ورسم السيناريوات لذلك واختراق ذلك ومراقبة ذلك واستثمار ذلك فقد وصلتها المعلومات مبكرا عن عملية قتل الجنود المصريين وكانت فرصتها لإظهار حرصها حين زوّدت المخابرات المصرية بمعلومات عن العملية جرى نقلها لرئاسة الجمهورية ومكتب الرئيس مرسي، الذي لم تتوفر لديه الحساسية الكافية من هذه الجهات الجهادية الرافعة شعار الاسلام . فلم تكن الاستجابة سريعة وهذا ما ارادته اسرائيل وما ارادت اختبار الموقف المصري به، فوقعت العملية وحطت اسرائيل على عين المصريين انها نبهتهم وزاد الطين بلّة حين قال مدير المخابرات المصرية انه ابلغ الرئاسة بذلك فقام الرئيس مرسي باقالته .. وكردة فعل وقطع للذرائع الاسرائيلية شن الرئيس حملة سيناء التي لم تشهد مثلها المنطقة منذ حرب 1973 فأدخل لواءين عسكريين واسلحة ثقيلة ومشط سيناء في تقسيماتها أ.ب.ج وحلقت طائرات إف 16 المصرية فوق رفح واغلقت الانفاق وبوابة رفح يخرج القائد الحماسي الزهار يطالب بديل اغلاق الانفاق بطريق تجاري سالك مع مصر يكرس انشقاق غزة عن الضفة والسلطة الفلسطينية ..
المستفيد الاول من العملية اسرائيل حتى وأن كانت كشفتها وتعاطت معها باسلوب الحريص على أمن مصر والسماح بدخول قوات مصرية كبيرة الى سيناء جرى توظيفها لمحاربة الارهاب في صورة ارادت اسرائيل تقديمها للعالم والقول بأن الارهاب حولها حقيقة ماثلة تريد لمحاربته شراكة مصر الجديدة الان في عهد مرسي ليصار الى المطالبة من مصر بدوريات مشتركة اسرائيلية مصرية واعادة تنسيق وتطبيع يعيد انتاج الحالة المصرية التي كانت قائمة في زمن الرئيس مبارك وإلا فإن مصر لن تكون امنة بعد ان زرعت سيناء بأكثر من (11) فصيلا متطرفا بانتماءات مختلفة في اطار الاسلام السياسي ..
والسؤال هل تنتبه مصر الى اللعبة ؟وهل تدرك انها زجت فيها وان الحرب والصراع سينتقل ليس من اجل القضية الفلسطينية وانما من اجل تحرير سيناء من الارهاب حيث يجري استخدام طاقات مصر لذلك بدل تحميل المسؤولية لاسرائيل عن ذلك لما سببه احتلالها وضربها لقطاع غزة ومحاصرته من دوافع لذلك..
جاء الرد اسرائيليا ليسقط ما تم التوافق عليه فاسرائيل قادرة على صناعة الاحتلال والحصار وتعذيب الفلسطينيين وهي قادرة ايضا على تصنيع جهاديين وارسالهم وحتى الكشف عنهم في اي لحظة والشاطر يحمي نفسه او يبرر موقفه.والسؤال هل تورطت اسرائيل ام انها اذكى من ان تكشف!! ( الرأي )