باي..باي..لندن!

ونحن نودّع منافسات وفعاليات دورة الألعاب الأولمبية التي نجحت لندن في استضافتها على امتداد قرابة أسبوعين، لا يسعنا إلاّ الحديث اليوم عن خيبة أمل أردنية جديدة، إذ مرّ أولمبياد لندن 2002 ومرّت المشاركة الأردنية التاسعة في دورات الألعاب الأولمبية على امتداد أكثر من 30 عاماً، وتحديداً منذ أولمبياد موسكو 1980، مرّت دون أن نتمكّن من وضع اسم الأردن على لائحة الميداليات الأولمبية، فيما شهدت لندن انضمام العديد من دول العالم إلى لائحة الميداليات.
 قبل السفر إلى لندن كانت التوقعات كبيرة والطموحات أكبر بالعودة إلى عمان بأول تتويج أولمبي رسمي. علّقنا الآمال على رياضة التايكواندو "أملنا الوحيد"، لكن محمد أبو لبدة فرّط بفرصة ذهبية كانت متاحة، وكذلك الحال لنادين دواني، فيما لا نملك أمام مشاركة البديلة راية حتاحت إلاّ تحيتها على شجاعتها وقبولها التحدي الأولمبي في آخر لحظة لتعويض غياب، بل انسحاب دانا حيدر بصورة تثير الدهشة والاستغراب وتضع أمام الجميع أكثر من علامة سؤال.
 فارسنا الأولمبي إبراهيم بشارات لم يكن في يومه ولم يستثمر الحضور الأولمبي الثالث على التوالي.
 ملاكمنا الأولمبي إيهاب درويش لم تكن أمامه فرصة للعودة بنتيجة أفضل أمام بطل كوبي عالمي.
 في السباحة لم نكن ننتظر شيئاً من كريم عناب ومن تاليتا بقلة.
 في ألعاب القوى لم نكن ننتظر شيئاً من بطلة الوثب الطويل التي شاركت في لندن بسباق 100 م.
 في سباق الماراثون لمسافة 42.195 كلم لم نكن ننتظر من عدائنا مثقال العبادي أفضل ممّا حققه "الثاني عربياً" في الترتيب 56 من بين 104 متسابق مثّلوا 67 دولة.
 محصلة المشاركة الأردنية في أولمبياد لندن تبدو متواضعة، بل وخجولة، وهي لم تلبّي الطموحات ولم ترتقِ إلى مستوى ما حققته رياضتنا الأردنية من انتصارات وألقاب وإنجازات، وهي مشاركة لا تليق بحجم ما أُنفق عليها ولا بالفترات الطويلة في رحلة الإعداد.
 اللجنة الأولمبية الأردنية بذلت جهداً كبيراً في المرحلة المقبلة (هذا لا شك فيه) ورئيسها الأمير فيصل بن الحسين بقي على تماس مباشر مع المشاركة الأردنية متابعاً في قلب الحدث كل التفاصيل وواقفاً على كل الأمور ومطّلعاً على كل شيء، وهذا أمر سوف يساعد كثيراً عندما تبدأ اللجنة الأولمبية وكوادرها دراسة ملف المشاركة الأردنية في أولمبياد لندن.
 تواضع المشاركة الأردنية في أولمبياد لندن ينبغي ألاّ يحبطنا أو أن يصيبنا باليأس، إذ أنّها ليست المرة الأولى التي تعود فيها من ألعاب أولمبية معززين شعار المشاركة من أجل المشاركة وهو شعار يؤكد الجميع أنّه أصبح من الماضي.
 اللجنة الأولمبية الأردنية مطالبة أكثر من غيرها بالانفتاح على الجميع وإطلاع الجميع على حقائق المشاركة الأردنية والأسباب التي أدّت إلى ما أدّت إليه.
 في كل مرة نعود فيها من ألعاب أولمبية يطلّ علينا من يبرر الإخفاق بقلة الخبرة وفارق الإمكانات.
 اليوم نجدد التأكيد على أنّ العمل ينبغي أن يبدأ الآن وليس غداً، تأهباً للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة (أولمبياد ريو دي جانيرو 2011).
 علينا الدعوة إلى مؤتمر رياضي عام، نخصصه للحديث عن واقع ومستقبل الرياضة الأردنية مع الألعاب الأولمبية. ( السبيل )