العبوا بعيدا عنا
مهما يكن .. فلن نسمح لأي صراع من صراعات الأشخاص وأحقادهم أن تطغى على تفكيرنا ، وعلى المازومين أن يفهموا ان الاردن ليس ملكاً لشخص ولا رهناً لمشيئة أفراد أو حاشية ، عليهم أن يدركوا ان الجميع لهم الحق في المشاركة الفاعلة من اجل عيون الوطن .. وفقاً لمبادئ التعدديه والتوجه الديمقراطي بمفهومه الشمولي العميق .. وكما هو سائد في دول العالم المتحضر.
وإذا كان بعض الأشخاص يعتقدون ان يمكن لهم ان يتحكمون بأطراف مأزومة تملك فكرً اقصائيا نذكرهم انهم غير قادرين الا على الخنوع للواقع والاعتراف بالاخر وبحقه في البقاء والمواطنة، وعليهم أن يسووا حساباتهم بعيداً عن تراب هذا البلد الأمن وبالطرق التي يرونها مشبعة لأحقادهم وعداواتهم، أما الاردنيون برمتهم فلا يعنيهم سوى الالتفات الى بناء الدولة الاردنية المتحضرة والخروج من ايه احقاد مرتبطة بالجاهلية الأولى ومن لف لفيفها .. عليهم المضي قدما في تحقيق أحلامهم في دولة المواطنة القائمة على العدل والحرية والكرامة بعيداً عن سلطة الاستثناءات من العصبويات المتخلفة المتنافية كلية مع المفهوم المعاصر للدولة الوطنية الاردنية المعاصرة .
ليس من الخطأ ان نجتمع في إطار المواطنة ، الخطأ أن يصبح الوطن شلليات مازومة ، لا ترى سوى نفسها ، الخطأ هو أن ننحاز من أجل شخص، الخطأ هو أن يتحول المشروع الوطني النهضوي الاردني الذي مضينا العمر في انجازه إلى مشاريع في جيوب أشخاص يتحكمون ويهيمنون .
الخطأ هو أن نكرس مبدأ الفرز على أساس الانتماء الجغرافي او القطرية المقيته على اساس اصول الشرش والمنبع ، الخطأ أن يصر البعض على ذات النهج في إشعال الفتن، لاننا شركاء في حياة كريمة آمنه نلتحف سماء الوطن بغطاء يحمينا من عبث العابثين
اننا نعي تماما إن الجميع ينتظر إنفراجا حقيقياً يطال حياة المواطن وتميط سحنة البؤسه ، انفراجاً يصلح معضلة التعليم وتخفف من كارثة البطالة وتعزز دولة المؤسسات، وتنمي الاقتصاد القائم على الإنتاجية .. مما يعني أننا لا نملك خيارات متعددة وآمنة سوى المضي في إكمال مشاريعنا النهضوية والتصدي لايه محاولات ترمي الى ايقاعنا في عدم استقرار لنخوض تراجيديا هزلية بطلها المتوج هو الفوضى بلا حدود.. فلا داعي لاجترار مثالب من قبل البعض ولا ازدراء من الأخر .. المسألة الآن هي الكف عن واقع العدائية التأزيمية بالأدوات التي نبغضها جميعا
نحن نعلم يقيناً أن المعوقات امام عجلة الاصلاح كثيرة، ونعلم أن الصراع تديره نفس العقليات، ونفس الأشخاص، ونفس الثقافة، ونفس القوى الاجتماعية وليس بالإمكان التخلص من كل هذا الإرث بسهولة، لكن المحاولة تستحق أن نستمر في خطى التوافق والحوار فربما لدى المغيب ما يتمناه الجميع..
دعوني أقول ان الإشكالية في الأساس إشكالية ثقافية بحتة متعلقة بوعي الإنسان تجاه الدولة والوطن والمجتمع المدني والمواطنة الحقة .. فلنعمل في إطاراً للعمل الجماعي المنظم الذي يمتلك برنامجا أو مشروعاً للتنمية الشاملة والبناء النوعي، بعيدا عن العمل في خندق التصدي للآخر ومحاربته والحط من شأنه، بل اشراكة في العمل على هدف وحيد وهو مصلحة الوطن العليا ، في ظل ثقافة اجتماعية واحدة بعيدا عن ركائز الاستقواء والإلغاء والتشبث الأحادي بالفكرة والقرار والسلطة والأشخاص..