القمّة الإسلاميّة والمسلمون

تنعقد القمة الإسلامية الطارئة في مكة المكرمة من أجل تجميد عضوية سوريا في المنظمة، وإلى جانب أهمية الوضع السوري، هناك فلسطين، ووحدة أبنائها، وأرضها المحتلة، وهناك وضع الأقليات الإسلامية المضطهدة في ميانمار، وسيرلانكا، والفلبين، وتايلاند. وهناك هذه الحرب التي يشنها الغرب على الإسلام تحت غطاء الحرب على الإرهاب. وهناك مأساة المسلمين الذين يشكلون 100% من حجم اللاجئين والمشردين في العالم..وفقراء الأرض وهم أيضاً المسلمون. وهذه قضايا لم يهتم بها المؤتمر الإسلامي طيلة نصف قرن من وجوده بين ظهرانينا ولم يقدم شيئاً لمئات ملايين المسلمين!
من المؤكد، أن هناك نيّة صادقة لتحرّك العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وهناك أحزاب إسلامية كبرى تحكم في أكثر من بلد إسلامي، وبين رجال الدولة المسلمين هناك آلاف مستعدون لخدمة الشعوب المنكوبة، الفقيرة، والمُشرّدة التي تحمل هوية الإسلام الدينية والحضارية، وكل ذلك يجب أن يدفع أغنياء العرب والمسلمين إلى تجنيد طاقاتهم وإمكاناتهم لاستنهاض أمتهم الكبرى.. ليس بالحسنة المالية، النقدية المباشرة، وإنما باجتراح مشروعات عظمى يشارك الأغنياء والفقراء فيها. فليس جديداً أن نعرف أن أمم أوروبا العريقة الغنية خرجت من الحرب وهي تعاني من الفقر، ودمار مصانعها ومدنها، وملايين مواطنيها - يقال إنهم 50 مليوناً - الذين طحنتهم الحرب. وجاء مشروع مارشال الأميركي الذي أعاد الحياة إلى جسد أوروبا، وبعث فيها روح البناء والتقدم والازدهار!
لنعد إلى مشروع مارشال، ولندرس أرقامه وأبوابه في الاستثمار، وسنجد أنها أقل كثيراً من دخول الدول المنتجة للنفط في سنة واحدة!
اجتماع المسلمين في مكة عاصمة الإسلام مهم، ويدعو إلى الاهتمام، يبقى أن يقدم قادة المسلمين لالتقاط المبادرة المتاحة، والبدء في استنهاض أمم المسلمين من وهدة التخلف، والتذابح، والدم، والفقر، والمرض..! ( الرأي )