المنشقين واللاجئين

لم ولن تتوقف الانشقاقات في الدولة السورية، وكذلك موجات اللاجئين إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق..
فالنظام السوري الذي فتح البلاد عبر سنوات طويلة امام جماعات امريكا وتركيا والرجعية والبنك الدولي، والذي تراكم فيه الفساد والرشوة والسمسرة طيلة هذه السنوات، سيشهد المزيد من الانشقاقات وعلى كل المستويات ما دامت هناك تسعيرة معروفة عند الأطراف والصناديق والشاشات والأجهزة الدولية المتورطة في الأزمة السورية.
وما على السفير او الوزير او المسؤول الذي يرغب في الاستفادة من هذه التسعيرة إلا ان يغطي ذلك (بصحوة ضمير) ومع من، وعن طريق من، جماعات وعواصم بلا ضمير أصلا..
بالمقابل، اذا كان ما يسمى الجيش الحر وجماعات مجلس اسطنبول واخيرا القاعدة ولواء التوحيد التابع للاخوان المسلمين ،اذا كانوا يسيطرون على مناطق واسعة في ارجاء سورية كلها كما يقولون وكما تقول الفضائيات اياها، لماذا يهرب المنشقون الى خارج سورية، ولماذا لا يقاتلون مع المقاتلين ويؤكدون انهم لم ينشقوا مقابل التسعيرة المذكورة بل من اجل قناعاتهم الطارئة المفاجئة.
أما كان الأجدر بطلاس وحجاب والفارس وغيرهم، ممن انشقوا او في طريقهم الى ذلك، ان يقدموا خبرتهم في الميدان كما يفعل ضباط وقادة الجيش العربي السوري.
اوليس الأجدر بقادة مجلس اسطنبول، من سيدا الى غليون والمالح وقضماني ورضوان زيادة وعبدالرحمن الحاج ونشاره وبشارة وجعارة ان يتسللوا الى سورية ويقاتلوا مع المقاتلين بدل الفنادق والرحلات والمؤتمرات ما دامت ارجاء واسعة من سورية تحت سيطرة ما يسمى (الثورة السورية).
اما كان الاجدر بمثقفين مثل الجراح والحديدي وعبدالرزاق عيد واللاذقاني ان يعلموا المثقفين العرب درسا بالمثقف المقاتل العضوي، فيعودون الى سورية تسللا ويشاركون (الشعب ثورته) اما ان المسألة موسم دولارات في ربوع باريس ولندن.
وعندما اتساءل عن كل ذلك اتحدث عن تسلل ومشاركة حقيقية في الأحداث وليس التسلل لمدة ربع ساعة واخذ صورة ثم الهرب الى تركيا وعكار..
هذا عن المنشقين ولماذا لا يغادرون سورية بدل القتال مع المقاتلين، اما عن اللاجئين وحسب دراسة للمفوضية العامة الدولية فان اكثر من نصفهم هم من الشباب والرجال فاذا كانوا مع (الثورة) لماذا لا يقاتلون او يتظاهرون مع المقاتلين والمتظاهرين، واذا كانوا محايدين او لا موقف عندهم لماذا يهربون علما بان التسعيرة المذكورة تشملهم ولكن على نحو متواضع.
( العرب اليوم )