لبنان لن ينزلق!

تم نشره السبت 18 آب / أغسطس 2012 01:14 صباحاً
لبنان لن ينزلق!
طارق مصاروة


لن تؤدي توترات لبنان إلى الصراع الذي تبحث عنه دمشق ونظامها لتعميم العنف في مناطق نفوذها. فلا أحد في لبنان له مصلحة من عودة الاقتتال الداخلي!!.
لكن ذلك لا يمنع تأزيم علاقات الفرق السياسية الطائفية التي تمترست في خنادق التحالف مع دمشق أو التحالف مع الثورة. فمثل هذا التأزيم مطلوب لامساك قادة التحزبات الطائفية بطوائفهم وبحركة الناس، وبتنظيم خلاف اللبناني مع اللبناني.
مثلاً من مصلحة الجنرال عون إبقاء التوتر مع تجمع 14 آذار، لأنه يمسك أكثر بتجمع الموارنة في مواجهة الكتائب، والقوات اللبنانية، ويضع الطائفة في تحالف مع الشيعة ربما لأول مرّة في تاريخ الكيان اللبناني.. فالمعروف أن الحكم كان يقوم تقليديا بين الموارنة والسُنّة: سُنّة بيروت، وسُنّة طرابلس وسُنّة صيدا!!. فالشيعة كانوا دائماً حالة تخلف وفقر في الجنوب والبقاع. وكان زعماؤها يكتفون بمنصب رئيس مجلس النواب!!.
الشيعة الآن أخذوا موقع الطائفة الأقوى, وتعبير الثلث المعطل الذي استعمله الشيخ نصر الله هو عملياً ثلث الشيعة التي جعلت منه ديناميكية حزب الله وتحالفاته مع سوريا وإيران الثالث المهيمن على الحكم. بصندوق الاقتراع أو بالسلاح!
الدولة ومؤسساتها: الرئاسة، الوزارة, الجيش, الأمن كلها موجودة ولكنها لا تشكل في لبنان الدولة الحاكمة التي نعرف لكن الجميع بحاجة إليها, ويدعمونها بحسب مكاسبهم السياسية من دعمها, ويمكن لأي فريق أن يهدم فيها او يهدمها كلها اذا وجد أن ذلك في صالحه.. وقد ثبت بعد حرب استمرت ربع قرن ان كاسب الحرب هو الخاسر, فماذا يكسب أحد من لبنان مدمر منقسم على ذاته؟!
من مصلحة النظام السوري وهو يلفظ أنفاسه أن يشعل لبنان للمساومة, أو لمحاولة ابتزاز طرف دولي أو إقليمي له مصلحة فيه. مع أن النظام تعلم أن الابتزاز عن طريق تهديد لبنان غير مجد وانه ينعكس على الحجم السوري وامتداداته الإقليمية وكان انسحاب الجيش السوري المذلّ بعد التجمع المليوني الحقيقي في ساحة الشهداء وبعد ردة الفعل على اغتيال الحريري ورفاقه، خير دليل على ذلك، وكان من اثمن النصائح التي قدمها الأردن والملك عبدالله الثاني لبشار الأسد: الانسحاب من لبنان مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي فالمقاومة اللبنانية كانت كافية لفرض هذا الانسحاب، ولا حاجة لجيش لم يحارب دفاعا عن لبنان الجنوبي المحتل لثلاثة وعشرين عاما متصلة.
لا نظن أن اللبنانيين سيقعون في يد اللعبة السورية مرة أخرى بمن في ذلك أكثرهم حماسة لنظام الأسد.

( الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات