تسويق الأردن سياحياً
تم نشره الأحد 19 آب / أغسطس 2012 12:17 صباحاً

د. فهد الفانك
أكبر صناعة في العالم ليست صناعة استخراج البترول وتكريره وبيعـه، وليست صناعة الأسلحة والمتاجرة بها. أكبر صناعة عالمية اليوم هي السياحة التي تقاس مالياً بمئات المليارات من الدولارات سنوياً.
في عام 1950 كان حجم السياحة العالمية يقاس بعشرات الملايين، ولكنه ارتفع اليوم إلى 700 مليون سائح سنويأً ، فما هي حصة الأردن كبلد سياحي؟.
وزارة السياحة تقول إن السياحة تسهم بنسبة 14% من الناتج المحلي الإجمالي، وهم يقصدون المقبوضات السياحية الإجمالية، أما القيمة المضافة فما زالت متدنية ولا تزيد عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي بدليل أن إسهام الفنادق والمطاعم لا يزيد عن 4ر1% من الناتج المحلي الإجمالي، وجانب منه يمثل السياحة الداخلية.
عندما يخطط المسؤولون للترويج للسياحة فإن الحديث عن السياحة الترفيهية غير وارد، فلسنا مهيئين لمثل هذه السياحة بسبب التقاليد الجامدة ، لدرجة أن إقامة مهرجان فني تثير أصحاب الأصوات العالية.
التركيز في المرحلة الراهنة يجب أن يظل على السياحة العملية: سياحة المؤتمرات ، التعليم العالي ، العناية الطبية ، الدورات التدريبية ، والسياحة الدينية.
الدعاية للسياحة مهمة جداً ولكن نشر الإعلانات هو أعلاها كلفة وأقلها مردودأً، وفي ظل شح الموارد والمخصصات فإن الوزراة تحتاج لدعوة وكلاء السياحة والسفر في البلدان المصدرة للسياحة، وكذلك رجال الصحافة المتخصصة بالسياحة.
تنشيط السياحة لا يقع على كاهل وزارة السياحة وحدها، فهناك شركات الطيران وجمعيات الفنادق ووسائط النقل السياحي والمستشفيات وعلى هؤلاء وغيرهم من عناصر الإنتاج السياحي أن يسهموا في المجهود مالياً ومعنوياً.
الجانب الاقتصادي في السياحة مهم جداً، فهذا القطاع يولد فرص عمل جيدة ويدفع بالنمو الاقتصادي، ويكسب عملات أجنبية، ولكن فوائد السياحة لا تقف عند الجانب الاقتصادي على أهميته.
السياحة تعني تسويق البلد سياسياً وثقافياً، وعن طريقها نكسب أصدقاء لبلدنا وقضايانا فمن يقضي أوقاتأً طيبة في الأردن، ومن يحصل على شهادة عليا من إحدى جامعاته، أو يحضر دورة تدريبية، أو تجري له عملية جراحيـة ناجحة في أحد مستشفياتنا، أو يمر بنا في طريقه إلى الحج، كل هؤلاء يعودون إلى بلادهم بانطباعات إيجابية.
دور الحكومة لا يقف عند رصد مخصصات محدودة للسياحة، بل يمتد ليتناول السياسة الضريبية لتوفير حوافز لتشجيع السياحة الواردة وتثبيط السياحة الصادرة.
( الراي )