البنك العربي آخر مؤشرات الوحدة!
تم نشره الأحد 19 آب / أغسطس 2012 12:18 صباحاً

طارق مصاروة
نتمنى ان لا يكون «الربيع العربي» وصل الى البنك العربي، فهذه المؤسسة الفلسطينية التي يملكها الاردنيون والعرب، بقيت خارج اللعبة العربية والدولية – أمم عبدالناصر فروع البنك في مصر – وحفظت للمال العربي بعض وجوده في زمن التسيب وغربة رأس المال، وكان باعتداله ورزانته وتعقله نموذجاً للمؤسسة القوية التي اقامها عبدالحميد شومان، وبدأت تضعف قبضة العائلة عليها زمن قرر خالد شومان التنحي ومداراة مرضه، وانتهينا الى نفوذ قوى لم يكن بالحسبان في ادارة البنك العتيد.. قوى جائعة للمال والنفوذ السياسي، ومن الصعب على المؤسسة ان تمرر عاصفة من هذا النوع، فخرج الشومانيون والبركة في صبيح المصري والادارة المطلوبة الآن، فلا يمكن للتسهيلات المالية ان تحكم البنك، ولا يمكن للضمان الاجتماعي المساهم الأكبر ان يبقى يتفرج !
نكتب رأيا نعترف انه ليس رأيا مطلعاً من الداخل. ونتمنى ان تطلع الادارة الجديدة الرأي العام العربي على كل التفاصيل, فدخول الربيع العربي وفوضى الاشاعات, ودخول الاكاذيب الى الحقائق, وفتح المجال للتتار الجدد لاجتياح المنطقة من هذا الباب الخطير. كما يجتاحون بلداناً عربية كبرى هذه الايام من باب الاصلاح, والديمقراطية, والحرية والكرامة.
وقفة البنك العربي يجب ان لا تطول اكثر من ايام عطلة العيد, فهذا الجسم الممتد في القارات الخمس يجب أن يستمر حياً, ونشطاً, ومزدهراً. والا فإننا امام كارثة على هذا الكيان الوحدوي العربي الذي يتمزق بكامله امام اعيننا, في كياناته التي اصطعنها الاستعمار مطلع القرن الماضي, وفي حروبه الداخلية الطائفية والمذهبية والعنصرية داخل الكيانات المجزأة اصلاً. فالبنك العربي اشارة على وجود كيان وحدوي عربي مالي. فحرام أن يقع!!
( الراي )