لا تلطخوا صورة ثورة أحرار الشام

نشاهد على يو تيوب أفلاما يضعها الثوار السوريون عن مجازر يرتكبها النظام، وفيها مناظر في غاية البشاعة، وتدل على أن مرتكبيها ليسوا بشرا، بل هم جزارون نزع الله من قلوبهم أي رحمة، ويذكروننا بمجرمي الصرب الذين ارتكبوا مذابح ضد المسلمين في البوسنة، كما أنهم لا يختلفون في شيء عن اليهود الصهاينة الذين قصفوا بيروت وجنين وغزة بالقنابل المحرمة دوليا،وارتكبوا مذابح يندى لها جبين الإنسانية، ولم يزالوا يمارسون تنكيلهم بحق أبناء فلسطين، ويحرمونهم من أبسط حقوقهم حتى كشعب تحت الاحتلال!
في المقابل ينشر الإعلام السوري الرسمي أفلاما وصورا عن «جرائم!» يرتكبها الجيش الحر، بل ينشر الجيش الحر نفسه، أو من يقولون أنه ينتسبون له أفلاما على يو تيوب تظهر بطولاتهم في التنكيل بمن يسمونهم «الشبيحة» وكأنهم حيوانات لا حرمة لجثثهم، وقد رأيت قبل يومين فيلما لأكراد ثوار قتلوا جنودا سوريين، يركلون جثثهم بأرجلهم، ويشتمونهم بأقذع الشتائم وأسفلها، وسط هتافات: الله أكبر! ولا أدري أي علاقة بين هذا الهتاف السماوي النقي، وبين الشتائم الرخيصة التي يطلقها نفس رافع الشعار!
في سوريا ثورة تبحث عن الحرية، وثوار أطهار يعيدون إنتاج بطولة عربية غائبة، وكلنا يعرف أنهم يتلقون مساعدات من الخارج، وهذا ليس بعيب ولا بحرام، فقد أمضوا أكثر من سبعة أشهر وهم يتلقون رصاص كتائب بشار بصدورهم العارية، وهم يصيحون: سلمية .. سلمية، الجيش والشعب إيد واحدة، ونحن «نشجعهم» ونتفرج عليهم، وكان الجيش يقابلهم بالموت، والتنكيل، هؤلاء ليسوا أنبياء، من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم وعن أعراضهم التي انتهكت، وأخواتهم اللواتي اغتصبن أمام أعينهم، ودمهم الذي أريق، وندرك أن بعض هؤلاء تعرض هو شخصيا أو أحد افراد عائلته أو احد معارفه لتنكيل بشع، وأصبح لديه دافع رهيب للانتقام، ولكن كل هذا لا يبيح للثوار أو من ينتسبون لهم أن ينكلوا بجثث، أو يقرنوا شعار الله اكبر بسقط الكلام، وفوق هذا وذاك، فإن جرائم بشار وزبانيته لا تعطي الثوار أي حق في إعادة إنتاج هذه الممارسات، فهم ليسوا سواء، وقل مثل هذا عن خطف وقتل الإعلاميين، فلئن كنا ضد مواجهة القلم بالهراوة أو الرصاصة، فإن هذا ينطبق على كل من حمل المايك أو القلم، أو جهاز الحاسوب، فهؤلاء ليسوا مقاتلين، صحيح هم أعوان النظام، ولكنهم في النهاية صحافيون وإعلاميون.
ثورة أحرار الشام، من أطهر الثورات التي أشعلها العرب انتصارا لحريتهم وكرامتهم، وأكثرها دموية أيضا،وهي فخر لكل عربي يأبى الخنوع والذل، فالمرجو والأمل أن لا يشوهها البعض بممارسات خارجة عن العرف والدين والطهر الثوري.
وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله الطاعات والقربات.
( الدستور )